رئيس التحرير
عصام كامل

القصور الواضح.. ومسئوليتنا جميعًا!


آن الأوان أن ينهض كل منا بمسئوليته إزاء وطنه، ولا يقلل من هذا الدور، حتى ولو تصدى كل منا للشائعات والافتراءات على حسابه على فيس بوك أو تويتر، لتفويت الفرصة على الراغبين في إشاعة الإحباط والبلبلة وإضعاف الروح المعنوية للمصريين.. أما الدور المؤسسي بدءًا بالأسرة، مرورًا بالمؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والشبابية، ورجال الإعلام والأحزاب والمعارضة والمجتمع المدني.. كل ذلك ينبغي إعادة النظر فيه.. ولتسأل كل جهة نفسها: هل فعلت ما عليها في معركة الإرهاب.. وماذا عليها أن تفعل.. وكيف ومتى؟!


وانطلاقًا من التوجيه النبوي الشريف: كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.. ليسأل القائمون على تلك المؤسسات أنفسهم سؤال جوهريًا: فهل أدينا واجبنا على النحو الأمثل.. وإذا كانت الإجابة بالنفي وهي قطعًا كذلك فما ننتظر؟!

ألا يعلم هؤلاء أن الإخوان يجيدون توظيف المفاهيم المغلوطة لتضليل شبابنا.. ومن ثم فالواجب يقتضي أن ينهض كل منا بدوره في تفنيد تلك المفاهيم والتصدي للتطرف والعنف والإرهاب.. كما يفعل الرئيس السيسي الذي لا يترك مناسبة إلا ويلقي الضوء على دور كل فرد في المجتمع تجاه وطنه في معركة الإرهاب.. ثم يبث رسائل من وقت لآخر تنبه إلى خطورة ما يدبر لنا من كيد وشر.. فهل تملك تلك المؤسسات الرؤية والمقومات اللازمة لأداء مهمتها المنشودة؟!

وفي ظل وجود قصور واضح في أداء المؤسسات المختلفة المنوط بها إدارة معركة الفكر والثقافة، فإن الأنظار تتجه بقوة ناحية المجلس الأعلى لمحاربة الإرهاب للاضطلاع بخطوات وإجراءات سريعة لعلاج هذا القصور، وظني أنه يملك من الصلاحيات ما يمكنه من ذلك، فليس تجديد الخطاب الديني والاجتهاد الفقهي الذي لم يحدث من مهمات الرئيس، ولا تغيير المفاهيم المغلوطة الجامدة كذلك.. بل هي مهمة مجتمعية ينبغي أن تكون المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية رأس الحربة فيها ونقطة الانطلاق، إذا ندب إليها علماء وخبراء ومتخصصون ذوو رؤية وأمانة وإرادة وإخلاص يساندهم باحثون ومفكرون وإعلاميون واجتماعيون ونفسيون وفنانون.. تتلاقى جهودهم في بوتقة واحدة لتخرج سبيكة متجانسة تحدث التغيير المنشود في المجتمع كله.. حتى لا تظل النخبة وبالًا على الشعب الذي دائمًا ما يسبقها بوعيه الفطري وحسه الوطني مثلما حدث في 30 يونيو، حين قررت الجماهير إزاحة مرسي وجماعته عن الحكم، وقد أيدها الجيش حفاظًا على الدولة؛ باعتبار أن الشعب هو المعلم وهو القائد، بينما بعض نخبته تراوح مكانها وتلعب على جميع الأحبال ولا تتحرك إلا بعد حساب المكسب والخسارة.

تلك الجماهير لا تزال تؤمن بحسها التاريخي وحكمتها الحضارية أن بلدها يخوض اليوم حربًا ضارية مصيرية ضد الإرهاب، وأنها في مرحلة عصيبة تطلبت أن يقودها رجل بحجم السيسي الذي لم يكسب ثقة الناس ورفاقه في الجيش والشرطة من فراغ، بل ببصيرة وبرهان ووعي فطري بعدما أفلست النخبة ومزقتها الانقسامات والاستقطابات. هذا وقت الاصطفاف الوطني.. هذا وقت التصدي لمزاعم الإخوان وافتراءاتهم لتشويه مصر.. هذا وقت تفنيد الشائعات وتمتين الجبهة الداخلية في وجه محاولات الوقيعة وشق الصف.. أما داعمو الإرهاب فليعلموا أن مصر لن تترك ثأرها أبدًا.. وأنها ستهزم الإرهاب لا محالة.. ويبقى فقط أن نستفيد من حادث الواحات ونتعلم من فخ التسريبات المفبركة.
الجريدة الرسمية