الرى تنتهى من تطوير 80% من المخرات.. والرقابة الإدارية كلمة السر
التصدى للسيول يتطلب روشتة واضحة، مخرات للسيول جاهزة لاستقبال المياه، ثم بحيرات صناعية في نهاية تلك المخرات لتجميع المياه، وأخيرًا السدود الترابية التي تعمل على تقليل سرعة أي مياه، ولم تكن مصر بعيدة عن تلك الروشتة فالمخرات موجودة ومحدد أماكنها منذ عشرات السنوات، لكن الإهمال وحده حولها إلى أماكن لا تصلح لاستقبال الأمطار، ناهيك عن تحويلها لبؤر للأمراض.
ومنذ عام 2015 استعادت القاهرة حيويتها في مواجهة السيول، خاصة إثر أزمة قرية «عفونة» التي اجتاحتها المياه خلال نفس العام، ليتم وضع خطة مواجهة السيول على مدار 5 سنوات، تستطيع مصر خلالها مواجهة أي كارثة.
المهمة كانت محددة، التصدى لـ651 مخر سيل في محافظات مصر، تلك المخرات التي- وفق وزارة الري- تتوزع داخل مناطق سكنية وتغطى محافظات مصر بدءًا من القاهرة، التي تحتوى على أكثر من مخر سيل في المعادى وحلوان، وصولًا إلى محافظات سيناء والبحر الأحمر.
وبعيدًا عن تلك المخرات التي هي عبارة عن مجرى مائى فارغ في الأرض تكون مهته الأولى وضع المياه المتدفقة في اتجاه واحد، حتى البحيرة الصناعية لتخزينه، فهناك مخرات باتت تمثل المشكلة الأكبر لوزارة الرى مثل وادى وتير الواقع في مدينة نويبع وبه الكثير من المخرات، وتعتبره وزارة الرى الهدف الأساسى كل عام، إذ إنه عميق لدرجة تجعل من سريان المياه فيه تهديدا لباقى المنشآت في المدينة كلها.
ولأن تطهير تلك المخرات أساس خطة مواجهة السيول فقد كانت ميزانية التطهير إحدى العقبات التي واجهها الدكتور حسام مغازي، الذي أكد لـ«فيتو» أن ميزانية مواجهة السيول قبل 2015 لم تكن تكفى إلا لتطهير المخرات فقط، وبالتالى لم يكن هناك إمكانية لإنشاء سدود جديدة ورفع كفاءة محطات الصرف، وهو ما تم تلافيه بعد ذلك.
الوزير الحالى الذي تولى مقاليد الأمور في “الرى” كان حظه أوفر كثيرًا من سلفه، فميزانية مواجهة السيول تبلغ المليار جنيه، أكثر من 75% منها موجة فقط لتطهير مخرات السيول، وهو ما دفع الوزارة إلى تطهير أكثر من مخر خلال الفترة الماضية، وبالطبع كان لوادى وتير نصيب الأسد، إذ بلغت تطهير مخراته أكثر من 100 مليون جنيه.
ولحماية أكثر لتلك المخرات استعانت الوزارة بالأقمار الصناعية لتحديد مسارات الأمطار، وتكثيف الجهد في المخرات المعرضة أكثر من غيرها للأمطار، فيما أشارت بيانات وزارة الرى إلى أنه تم تطهير ما يقرب من 80% من مخرات السيول، وباتت مستعدة لاستقبال مياه الأمطار، كما حدث العام الماضي، والذي حققت فيه وزارة الرى نجاحا ملحوظا مقارنة بالأعوام الماضية.