رئيس التحرير
عصام كامل

«تيلرسون» يسترد كرامته في بيت العرب.. يحقق أول إنجاز له في إدارة «ترامب» بالتقارب السعودي العراقي.. ترأس اجتماعًا هامًا خلال زيارته للمنطقة.. والهدف الأول مواجهة نفوذ إيران في الشر

 وزير الخارجية الأمريكية
وزير الخارجية الأمريكية الحالي ريكس تيلرسون


لم يحظ وزير الخارجية الأمريكية الحالي ريكس تيلرسون بنفس شعبية سلفه «جون كيري» أو حتى قليل منها، بل على العكس تصوره وسائل الإعلام وحتى رئيسه دونالد ترامب بالفاشل الذي لم يحقق أي انجازًا حتى الآن، ولكن التقارب السعودي العراقي يُعتبر أول انتصار له في منطقة الشرق الأوسط ولوضعه في واشنطن.


أول نجاح
ترأس تيلرسون الأسبوع الماضي اجتماعًا هامًا، خلال رحلته للشرق الأوسط، بين قادة سعوديين وعراقيين، ما يوضح التقارب الملحوظ بين الخصمين منذ وقت طويل، بحسب ما ذكرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

وعلى الرغم من أن نتائج الاجتماع كانت ضعيفة لاقتصارها على عدد من الصور لوجوه المسئولين المبتسمة ووعود أعلنتها الحكومة العراقية لتعزيز الروابط الاقتصادية مع السعودية، إلا أن زيارة رئيس الوزراء العراقي للسعودية كانت المفاجأة الكبرى.

كانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد بعد غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين الكويت عام 1990، ما أثر مخاوفها من اغتصاب العراقيين لحقول نفطها هي الأخرى. وحتى هذه اللحظة لم يزر وزير خارجية سعودي العراق منذ عام 1900.

ورجحت المجلة أن يكون سبب اتفاق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو مغادرة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما البيت الأبيض بعدما أغضب السعوديين باتفاق النووي مع إيران، والتغير في القيادة السعودية وسياستها الخارجية الجديدة.

أسباب التقارب
أما أسباب التقارب السعودي العراقي تعود لاعتزام الرياض قيادة مجموعة قوية من الدول العربية لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة، وأمل بغداد في تطوير سوق نفطها بعد سنوات من انخفاض أسعاره والحرب مع داعش الإرهابي وحاجتها للمساعدات الخارجية.

ورأت ماريا فانتابى، خبيرة الشئون العراقية في مجموعة الأزمات الدولية: "من جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يوجد تحول بشأن استخدام الهوية العربية، بدلا من الهوية السنية لكسب نفوذ إقليمي ضد الإيرانيين"، مضيفةً أن هذا يناسب العبادي، الشيعي إلى يسعى لتصوير نفسه زعيم قومي عربي يحاول توازن العلاقات مع إيران من خلال تعزيزه للعلاقات مع مصر.

ونوه أحد مساعدي الساسة الخارجية في الكونجرس، على دارية بالمفاوضات السعودية والعراقية: «إننا نتابع الأمر»، فما قال الباحث بمعهد المشروعات الأمركية كينيث بولاك: "هذه واحدة من الأشياء التي كان تيلرسون جيدًا جدًا في فيها."
الجريدة الرسمية