رئيس التحرير
عصام كامل

«قنا وناسها».. محافظة في مهب الأمطار

محافظة قنا
محافظة قنا

السيناريو المستمر سنويًا هو أن تعلن المحافظة استعداداتها لمواجهة السيول خلال فصل الشتاء، وتأتى الأمطار لتطفو فوق سطحها تصريحات المسئولين، ووعودهم بالسيطرة على الأمر، هذا ما شهدته محافظة قنا العام الماضي، حينما سقط أتوبيس نقل ركاب قادما من القاهرة إلى قنا، وقطعت السيول الطريق، وابتلعت الأرض الأتوبيس ولم تتمكن وقتها فرق الإنقاذ من انتشال الضحايا.


ترعة السيل التابعة لحى المعنا الكائن بمدخل مدينة قنا، تعد من أكبر مخرات السيل المستقبِلة للسيول القادمة من البحر الأحمر، والتي شهدت كارثة أودت بحياة الكثيرين خلال فترة التسعينيات نتيجة انسداد أحد عيون المخر، وتراكمت المياه حتى أغرقت الحى بالكامل.

محافظة قنا بها 12 مخر سيل، ودونت عدة ملاحظات من أجل التصحيح؛ تحسبًا لأى طارئ خلال فترة الشتاء لاستقبال السيول.
ومن جانبه أكد اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، أنه يتم عمل أعمدة صناعية بمخر سيل كرم عمران، بهدف تخفيف العبء على المواطنين، للسير من الجهة القبلية إلى البحرية والعكس، دون تعرض حياتهم للخطر، فضلًا عن منع التعديات، مشيرًا إلى أن جميع أجهزة الدولة مهتمة بالمخرات لمنع أية كوارث قد تحدث جراء هذه الفترة الصعبة التي نمر بها كل عام، وتابع: مياه الأمطار في أغلب الأحيان تستقبلها ترعة الكلابية، ويتم تصريفها عبر مصارف إلى نهر النيل، وذلك للحفاظ على هذه المياه للاستفادة منها فيما بعد.

في السياق أكد المهندس على منوفي، مدير قطاع الموارد المائية والرى بالوجه القبلي، أن قنا من أكثر المحافظات التي تتأثر بسقوط الأمطار والسيول على سلاسل جبال البحر الأحمر، ومعروف أنها تتعرض لسيول بكميات كبيرة، ولذا تم إنشاء العديد من مخرات السيول التي وصلت إلى 12 مخرا، وأوضح أن مركز بحوث الموارد المائية بالوزارة هو المنوط بتخطيط مخرات السيول بحسب التغيرات التي تحدث كل عام نتيجة التغيرات المناخية.

في حين قال اللواء سامح نسيم، مدير الحماية المدنية بقنا: المحافظة اشترت موتوسيكلات حماية تستطيع إنقاذ المنكوبين في وسط برك المياه خلال ساعة واحدة فقط، تفاديًا لكارثة العام الماضى التي وقعت على طريق قنا- سوهاج الغربي، وأبرز المناطق المعرضة للغرق، هي منطقة المعنا، وكرم عمران، وحجارة قبلي، وفى بعض هذه القرى يتم فتح المساجد والكنائس لاستقبال المواطنين، لحين انتهاء الأمطار، ويتم قطع التيار الكهربائى تحسبًا لأى طارئ قد يقع، وفى قرية حجازة التابعة لمركز قوص جنوب المحافظة، يعيش أكثر من 320 أسرة في مرمى السيول، وفى هذه المنطقة 7 مساجد ومدرسة ابتدائى وإعدادى وأراض مستصلحة وأخرى تجارية، وهناك قرار من رئيس الوزراء بتأمين تلك المنطقة، ولكن هذا القرار ينتظر كارثة تقع خلال أيام حتى تنفيذه.

وفى المنطقة الحدودية بين محافظتى قنا والبحر الأحمر يوجد عشرات البيوت والأراضى المستصلحة التي غرقت في الأعوام السابقة جراء السيول، وحاصرتها المياه في الكيلو 10 و7 خلال العام قبل السابق، وعانى أصحابها من عدم تقديم أي تعويضات لهم من قبل الدولة، وكان رد المسئولين عليهم: «أنتم متعدين على الأراضى الموجودة بحرم مخرات السيول وتعرضون أنفسكم للخطر.. مفيش ليكم تعويضات».
الجريدة الرسمية