اختبار على «فيس بوك» عن إعلام الشر!
قلنا نجرب.. والسؤال في التجربة هو: ماذا لو عكسنا حالة إعلام الشر؟ بمعنى ماذا لو سربنا شائعة عن أن عدد قتلى الإرهابيين أكبر بكثير من العدد المتداول قبل وبعد البيان الرسمي؟ هل سيتقبلها المصريون؟ هل سيروجونها كما روج إعلام الشر رواية العدد الكبير من شهدائنا في طريق الواحات؟!
نشرنا على صفحتنا أن العدد الحقيقي للقتلى من الإرهابيين يصل إلى الخمسين.. فماذا حدث؟ التعليقات الأولى كانت خليطًا من الفرحة والتساؤل وحتى الفرحة كانت بحذر! المصريون سعداء بارتفاع رقم القتلى لكنهم يتساءلون سؤالا واحدا ثابتا معناه "هل تأكدتم"؟ بينما فريق التساؤل ظل ثابتًا عند سؤال: "من أين عرفنا"؟ وأن "هذا يتناقض مع الرواية الرسمية وبيان الداخلية"، أي أن الذي أفسد الشائعة هم أكثر الناس كراهية للإرهابيين ودون قصد طبعًا!
السؤال: لماذا صدق بعض هؤلاء إعلام الشر في روايته وتوقف عند الرواية المعاكسة؟ لماذا في الثانية تحرك عقلهم النقدي وبدأت أسئلتهم في حين لم يفعلوا ذلك لا في معركة طريق الواحات ولا في يوليو 2015 عندما تسربت وقائع هزيمة وهمية لقواتنا تبين آخر اليوم أن العكس هو الصحيح وأن قواتنا هي المنتصرة؟ ثم ننتقل إلى درجة أخرى من الاختبار: كثيرون من هؤلاء ثبت لهم كذب الإعلام المعادي وإصراره على الترويج الكاذب للمعلومات والأخبار فلماذا لم يقرروا أن يتعاملوا مثله؟ أو يردون عليه بمثل طريقته؟ أو حتى لماذا لم يسعوا لنشر أخبار تدعو للارتياح من الثأر وترفع الروح المعنوية حتى لو كانت غير دقيقة؟ للأمانة نعرف بعض الإجابات أو حتى كل الإجابات عن أسئلتنا السابقة لكنها كلها إجابات خاصة بالهندسة النفسية ونظرية السلوك الجماعي على شبكات التواصل الاجتماعي.. لكن هل من إجابات عليها من علم النفس؟ أو من الأطباء النفسيين؟ صحيح الإعلام غير قادر على الحشد الجماعي فما بالكم بالحشد الحركي السلوكي الواعي لكن يظل الأمر فعليًا في حاجة إلى إجابات علمية!