أب يتفنن في تعذيب أطفاله في أوسيم.. حرق جسد أطفاله بالسجائر.. صب ماء مثلج عليهما في الشتاء.. الصغار أمام النيابة: لا يقدم لنا طعاما بالأيام.. والنيابة تأمر بضبطه
إنسان تجرد من معانى الأبوة والشفقة، قلبه لا يعرف الرحمة، قاسى المشاعر، لم يرحم طفليه بعدما انفصل عن زوجته، قصة مأساوية وقعت أحداثها في منطقة أوسيم بالجيزة حيث قام الأب بعد إنفصاله عن زوجته بالزواج من أخرى، وتزوجت الأم أيضا بآخر وعاش الطفلان "روان ١٢ عاما، تلميذة" و" مصطفى ١١ عاما" حياتهما متفرقة مابين الأب الذي قسي قلبه وبين الأم التي باتت لها حياة مستقلة بعيدا عن أطفالها، وكانت تراهم وتطمئن عليهم من وقت لآخر.
الحرق بالسجائر
كان الأب يتفنن في تعذيب أطفاله تحت مسمى "التأديب" ووصل به الحال إلى أنه كان يحرق أجسادهما بالسجائر، علمت الأم بجرم الأب فرقّ قلبها وأسرعت نحو أطفالها لتطمئن على حالتهما وتتأكد عما سمعت، وعندما رأت أطفالها وجدت علامات تعذيب وآثار للحرق والكى.
وعقب ذلك تقدمت الأم ببلاغ لقسم شرطة أوسيم تتهم فيه طليقها "حسين.ح " ٣٧عاما، سائق أتوبيس، بتعذيب طفليه منها «روان ١٢ عاما، و"مصطفى ١١ عاما، وتبين أن الأب عندما علم بالبلاغ فر هاربا، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.
أقوال الأم
واستمعت النيابة برئاسة المستشار أيمن هشام وكيل النيابة لأقوال الأم وأكدت في أقوالها : «حرمنى طليقى من رؤيته أطفالى عقب انفصالنا وزواجى بآخر..أخبرتنى أحد الجيران بأن طليقى يعذب أطفاله بالحرق والضرب ويعذبهم بشتى ألوان العذاب ففجعت من هول ما سمعت وعلى الفور أسرعت للتغكد من صحة أقوال الجارة، وإذ بالصدمة من هول ما رأيت لآثار التعذيب البشع على جسديهما، حيث كان يقوم بكيهما بالنار وضربهما بالكرباج كل يوم".
وأضافت في أقوالها " إنفصلت عن والد أطفالى بسبب إدمانه للمخدرات.. واستمرار في البقاء على أن يكون عقله مغيب وتدهور به الحال أنه كان يمد يده علىّ بالضرب فضاق بنا الحال وانقطع النصيب بيننا واضطررت للانفصال".
وبعد انفصالي بشهور تقدم لى رجل يكبرنى بـ٢٠عاما ووافقت حتى لا أظل عبئا على أسرتى، ورفض زوجى الثانى إقامة الأطفال معنا فاضطررت لتركهما لطليقي، إلى أن علمت بحال أولادى ومعاناتهم وتعذيبها وحرق جسدهما بالسجائر، فتوجهت إلى هناك لأفاجأ بآثار التعذيب على جسديهما، فتوجهت بهما إلى المستشفى.
وجاءت التقارير الطبية التي ثبتت تعرضهما للتعذيب بالكهرباء مما أدى إلى بتر أصابع الطفل " مصطفى".
ماء مثلج
كما استمعت النيابة إلى أقوال الطفلان اللذان أكدا صحة أقوال والدتهما، وأقروا بتعذيب والدهما بحرقهما تارة، وبصب ماء مثلج على جسديهما في الشتاء، أو كتم أنفاسهما داخل إناء مملوء بالمياه، ولم يكن يقدم لهما طعاما بالأيام.
ومن جانبها أمرت النيابة بضبط وإحضار الأب لسماع أقواله في التهمة الموجهة إليه بتعذيب أطفاله بالحرق وإطفاء السجاير بجسدهما كما أمرت النيابة بعرض الطفلين على الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليهما.