رئيس التحرير
عصام كامل

«الذئاب» المنفردة تغزو أوروبا.. أشهرها: كتيبة الفرنسيين وخلايا الألمانيين.. وتيرة العمليات الإرهابية في الغرب تتزايد وضحاياها في ازدياد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد أن تكبد تنظيم داعش الإرهابى خسائر متكررة وفادحة في مناطق تواجده بمنطقة الشرق الأوسط، بدأ في تفتيت قواته إلى جماعات متطرفة منفصلة تعمل كل منها داخل دولة، وتتولى تنفيذ العمليات الإرهابية بها وهو ما سهل استهداف دول أوروبا، خاصة أن التنظيم كان يضم بين صفوفه أعدادًا كبيرة من المتطرفين الأجانب.


أسس أبو بكر الحكيم وكنيته أبو مقاتل التونسي، جماعة كتيبة الفرنسيين الإرهابية ذات الصلة بأغلب العمليات الإرهابية في فرنسا تحديدا، وهو من مواليد أغسطس 1983، ولد في باريس ولكنه تونسى الأصل ونشأ في ضواحى باريس وتوجه إلى سوريا عام 2002 لدراسة علوم الشريعة، وعاد عام 2003 إلى فرنسا ليشارك في التظاهرات المعارضة للغزو الأمريكى للعراق.

تشكلت “كتيبة الفرنسيين” فـى ديسمبر 2013 قبل أن تبايع جبهة النصرة، ولكنها ظلت قائمة إلى يومنا هذا تعمل لصالحها في مثلث أطمة وحريتان وريف حماة بعد أن شكلها 50 مقاتلا فرنسيا.

بدأت عمليات الحكيم من خلال دعوة أصدقائه لمحاربة الجنود الأمريكيين في العراق خلال وجوده في سوريا، حيث اعتقل وأرسل إلى فرنسا من هناك وعاد بعدها إلى سوريا مجددا عام 2004 واعتقل في العام ذاته من جديد خلال محاولته التسلل إلى العراق دون وثائق في شهر سبتمبر.

وألقت السلطات الفرنسية القبض عليه خلال محاولاته العودة لفرنسا، وقال بعد الإفراج عنه إنه تعرض للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترة اعتقاله، وأصدرت محكمة فرنسية حكما بالسجن المشدد 7 سنوات عليه في 14 يونيو 2008 بتهمة تأسيس جماعة إرهابية كانت نواة الجماعات المجاهدة في العراق.

اتهم التونسى بالتورط في عملية اغتيال السياسي التونسى محمد براهمى الذي اغتيل في في 25 يوليو 2013 بعد استهدافه بأربع عشرة طلقة نارية أمام منزله، كما اتهم بالتورط في هجوم مدينة نيس الفرنسية الإرهابي، وهجوم متحف باردو التونسى أيضا.

تورط التونسى في تهم إعطاء الأوامر للعمليات الإرهابية لأحداث متحف باردو التونسي، كما اتهم بأنه على علاقة بالأخوين “كواشي” منفذ مجزرة “شارلى إيبدو” و”كوليبالي” الذي هاجم واعتقل رهائن المتجر اليهودى بفرنسا، إضافة للعلاقة المباشرة له باغتيال شكرى بلعيد، ومحمد البراهمي، وذبح الجنود في الشعانبة، وتدريب معسكرات الجهاديين في درنة الليبية، هو اليوم أحد أمراء “داعش” في سوريا.

وفى نهاية ديسمبر 2016، قيل إن التونسى قتل في غارة لطائرة بدون طيار شنها التحالف الدولى لمحاربة داعش في سوريا.
وسيرا على خطى الحكيم تولى المتطرف أبو ولاء العراقى تأسيس جماعة خلايا الألمانيين الإرهابية وهو يعرف باسم الداعية الذي لا وجه له.

أسس العراقى شبكة لتجنيد المتطرفين في ألمانيا لصالح تنظيم داعش الإرهابي، وتولى ذلك التنظيم الإرهابى عددا من العمليات الإرهابية، كان أبرزها هجوم سوق برلين في ذكرى عيد الميلاد الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة 50 آخرين بعد أن دهست سيارة المتسوقين هناك.

اسمه الحقيقى أحمد عبد العزيز عبد الله، 33 عاما، ويلقب بـ”أبو ولاء العراقي”، أنشأ الجماعة الإرهابية في مسجد يؤمه في هيلدسهايم، وشكل شبكة تجنيد مقاتلين إلى سوريا والعراق أرسلت 8 أشخاص على الأقل إلى هناك، بينهم توءم ألمانى نفذا تفجيرا انتحاريا داميا في العراق العام 2015.

وصل المتطرف إلى ألمانيا عام 2001 كطالب لجوء وأوقف في 2016، بعد تحقيق طويل للاستخبارات الألمانية.
وكانت مهمته تتمثل دوما في إقناع المجندين بالفكر المتطرف تحاكم محكمة برلين منذ أشهر “أبو ولاء” ومجموعة من شركائه أتباع التنظيم ذاته بتهم ذات صلة بهجوم برلين وتهم أخرى بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابى ودعم منظمات إرهابية أجنبية وهو ما يعرضهم لمواجهة حكم بالسجن مدته 10 سنوات على الأقل وفق قانون الجنايات.

وعلى الرغم من محاولات سلطات إنفاذ القانون وقوات الأمن في دول أوروبا مواجهة تكاثر تلك الجماعات أو على الأقل تجنب الخسائر المدمرة التي تحدثها عملياتها، فإن نسبة العمليات الإرهابية التي تنفذها عناصر الجماعات تحت إطار الذئاب المنفردة ما زالت تتزايد باستمرار.
الجريدة الرسمية