رئيس التحرير
عصام كامل

معركة استنزاف مصر!


رغم أن العالم ذاق مرارة الإرهاب حتى طالت تفجيراته وجرائمه دولا عديدة في الشرق والغرب؛ فإنه للأسف يلوذ بالصمت ويغض الطرف عن دول يعرف يقينًا أنها ضالعة في صناعة الإرهاب وتمويله وتوجيهه أينما تشاء، دون وازع من ضمير أو أخلاق.. وهو أمر محير أن تأتي المصالح السياسية على حساب أمن المجتمعات والحفاظ على حياة أبنائها؛ ومن ثم فإن معركة الإرهاب لا تكفي أن تتصدى لها جهة واحدة مهما تبلغ قوتها؛ ولم يكن المصريون في حالة للتوحد على قلب رجل واحد تحت راية دولتهم مثلما هم اليوم؛ فتغير الأفكار الدينية المغلوطة التي تستهوي بعض شبابنا المغرر بهم في ظل ما يعانونه من إحباط وفراغ تسبب فيهما عقود من الإهمال وسوء الإدارة..


تغيير مثل هذه الأفكار لن يتحقق بين عشية وضحاها بل يلزمه مسارين من الإصلاح، أحدهما عاجل يتولاه علماء دين مستنيرون، والآخر طويل المدى يبدأ بصناعة العقول وصياغة الفكر لأولادنا منذ نعومة أظافرهم وانخراطهم في مؤسسات التعليم بدءًا برياض الأطفال حتى الجامعة.. ويمكننا أن نمضي في هذا الطريق مطمئنين متحفزين بقوة مصدرها رئيس مصر الذي لا يترك مناسبة دون أن يذكرنا بما علينا من واجبات وأدوار في معركة استنزاف مصر ومحاولة تخريبها وتَركيعها لمحور الشر، حتى يتسنى له تنفيذ مخططه الخبيث الرامي إلى تقسيم الدول العربية وتفتيتها وزرع الفتنة بين أبنائها.. وهو حلف لا يزال يعمل بكفاءة وتناغم يجمعهم هدف واحد ألا تقوم لمصر قائمة، وألا تعود للمصريين وحدتهم.. ولكلٍ مآربه ومطامعه.. ولن يحدث ذلك أبدًا ما دامت جبهتنا الداخلية موحدة يقظة في وجه أعداء الداخل والخارج.
الجريدة الرسمية