أنقذوا القلب الأخضر!
لم تكتمل الفرحة.. وبدأت المعاناة مبكرا جدا.. ومعها ألم وتعب وبكاء ودموع وأسى وسهر وسفر ووجع وأوراق وأشعات وتحاليل ووساطات وكوابيس بالليل والنهار.. كان المواطن المحترم محمد رفعت مغازي المقيم بكفر الشيخ ينتظر مولوده الأول بفارغ صبر.. وبعد معاناة وشوق وانتظار جاء الطفل.. أسموه أحمد.. وتحول حال الأسرة إلى السعادة المطلقة.. وبدأ ترتيب الحياة يختلف.. وسارت الحياة هكذا حتى بلغ الرضيع أسابيع وفجأة لاحظت آلام أن لون رضيعها يتغير ويميل إلى الزرقة! كما أن التنفس يحدث صوتا غير طبيعي مع بكاء مستمر.
كان الإسراع به إلى أقرب طبيب أطفال الذي طلب تحاليل محددة أثبتت أن الرضيع يعاني مشكلة في القلب!! متي أصيب ؟ كيف أصيب؟ وبماذا يشعر الضنا الغالي ولا يستطيع الشكوي منه؟! وكيف يمكن أن نخفف عنه ذلك؟ وهكذا راحت الأسئلة تضرب رأس الأبوين ومعهما أسرتان كاملتان أصابهما الحزن الشديد بمرض الوليد وقد تبدلت حياة الجميع أي بؤس لم يعرفونه من قبل !
من طبيب إلى آخر ومن معمل إلى معمل آخر يبحثون عن النجاة في تكذيب الطبيب الأول والمعمل الأول والأشعة الأولى والرسم القلبي الأول! إلا أن الجديد يؤكد القديم واللاحق يثبت السابق والتشخيص المؤكد: اختلاف بين الشرايين وثقب بالبطين وضيق بالصمام الرئوي ويحتاج إلى تدخل جراحي عاجل!
في أبوالريش الياباني كان الحل.. إلا أن أجر العملية كبير يصل إلى خمسين ألفا ولا تتوفر.. ومستشفيات أخرى سيحل دورهم في الشهر الثالث من العام القادم.. والآلام الطفل لا تتوقف وضيف النفس لا يغادر الجسد الرقيق وتبدل ألوان جسده تروح ونجيء وعندما تجيء ينقبض قلب الأم ويعتصرها كل الألم.. ولم تجد الأسرة إلا السعي هنا وهناك.. ومن بين السعي الطلب أن نكتب.. ونكتب بمرارة وحسرة.. مرارة الوقت العصيب وحسرة الإمكانيات الفقيرة لمؤسساتنا الطبية.. إلا أننا وهم نحيل الأمر للجهات المختصة.. لوزير الصحة.. لوزيرة التضامن... للجمعيات الخيرية.. لأهل الخير.. لرئاسة الجمهورية.. لأي أمل ممكن.. يرفع الألم عن من لا يعرف الشكوي منه.. ويعيد البسمة إلى شفاه بريئة ويجدد الأمل إلى قلب أخضر.. لم يقو بعد.. ليتحمل الآلام القلبية!