رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد 4 أيام للسيسي في باريس.. عقد قمة مصرية فرنسية.. توقيع 16 اتفاقية.. لقاء 4 وزراء وممثلي 30 شركة.. إجراء حوارين ومؤتمر صحفي.. زيارة 7 جهات حكومية وتشريعية.. وتوضيح المفاهيم الخاطئة عن مصر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الفرنسية باريس نشاط مكثف حيث وصل الرئيس، الإثنين الماضي، وبدأ نشاطه بالعاصمة الفرنسية باستقبال إيريك ترابييه الرئيس التنفيذي لشركة "داسو" للصناعات الجوية المصنعة لطائرات الرافال الحربية.


"الرافال"
وأشاد الرئيس خلال اللقاء بالتعاون الوثيق القائم مع الشركة الفرنسية، معربًا عن تطلع مصر لمواصلة هذا التعاون والعمل على تطويره خلال الفترة المقبلة.

كما أشاد السيسي بكفاءة مقاتلة "الرافال" في ضوء ما تتميز به من قدرة على المناورة، وتنفيذ المهام الحربية بدقة عالية، بما يسهم في تعزيز قدرات مصر الدفاعية ويُمكّنها من الحفاظ على أمنها القومي.

وزارة الدفاع
وتوجه الرئيس، إلى مقر وزارة الجيوش الفرنسية (وزارة الدفاع) في باريس، وكانت في استقبال الرئيس فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية، أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين.

وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع الوزيرة الفرنسية، أشاد خلالها بالتعاون المثمر القائم بين البلدين في المجال العسكري، معربًا عن التطلع إلى تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة، ورحب الرئيس بعقد اللجنة العسكرية العليا بين البلدين، مؤكدًا أهمية زيادة التنسيق وتبادل الرؤى إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ضوء الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون مع فرنسا على كافة الأصعدة.

وشهد اللقاء تباحثًا حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، خاصةً في ضوء التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب، وأكد الرئيس في هذا السياق أهمية مضاعفة جهود المجتمع الدولي للتعامل مع تلك الظاهرة بشكل سريع، فضلًا عن اتخاذ موقف حاسم إزاء الدول التي تدعم الإرهاب.

حوار فرانس 24
وأجرى الرئيس السيسي حوارًا مع قناة فرنسا 24 على هامش زيارته للعاصمة الفرنسية باريس.

واستعرض السيسي خلال الحوار، مجمل التطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية وجهود الدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة.

كما استعرض السيسي الرؤية المصرية لعدد من القضايا والموضوعات الدولية وعلى رأسها الأزمة في سوريا وليبيا وجهود مصر لمكافحة الإرهاب.

صحيفة «لوفيجارو»
وأجرى الرئيس السيسي حوارًا مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية وتناول الرئيس خلال اللقاء عددًا من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك بين مصر وفرنسا من بينها قضايا الإرهاب ومدى خطورته الراهنة على دول العالم أجمع، وكذلك توضيح حقيقة الأوضاع في مصر منذ 30 يونيو حتى الآن، والرؤية المصرية بشأن العديد من القضايا المصرية والعربية والدولية.

اليوم الثاني
واستهل السيسي، نشاطه، في اليوم الثاني لزيارته باريس باستقبال هيرفي جيلو الرئيس التنفيذي لشركة "نافال" للصناعات العسكرية البحرية.

وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بالتعاون القائم مع الشركة الفرنسية، مشيرًا إلى أن البحرية المصرية باتت ثاني أكبر مستخدم للقطع العسكرية التي تنتجها شركة "نافال" بعد البحرية الفرنسية، وذلك عقب التعاقد على عدد من القطع البحرية من إنتاج الشركة.

السكك الحديدية
والتقى الرئيس السيسي جييوم بيبي، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، وأعرب الرئيس عن التطلع للاستفادة من خبرات الشركة، لا سيما في مجال التدريب وتقييم المخاطر، وتحديث شبكات ومنظومة السكك الحديدية، وبصفة خاصة في مجال ربط المشروعات التنموية الكبرى بالمدن المصرية والموانئ الرئيسية بما يمكن من الإسهام في تطويرها اقتصاديًا وتنميتها بشريًا.

وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس السيسي في مجمع "الأنفاليد" الوطني بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث كان في استقبال الرئيس لدى الوصول وزير أوروبا والشئون الخارجية الفرنسي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

استقبال في الإليزيه
وتوجه الرئيس عقب ذلك إلى قصر الإليزيه، وكان في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث عقدت جلسة مباحثات ثنائية، كما أقام الرئيس الفرنسي مأدبة غداء على شرف الرئيس بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين وأعضاء الوفد الرسمي من الجانبين.

وأكد الرئيس "ماكرون" خلال المباحثات ترحيب فرنسا بزيارة الرئيس، مثمنًا الشراكة الإستراتيجية المهمة التي تجمع البلدين، مشيدًا بالتعاون الوثيق القائم بينهما خلال الفترة الماضية، والعمل على تعزيزه في مختلف المجالات.

كما أعرب الرئيس الفرنسي عن حرص بلاده على التشاور والتنسيق المستمر مع مصر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل ما تمثله مصر كأحد أهم شركاء فرنسا بمنطقة الشرق الأوسط.

التنسيق والتشاور
من جانبه، أشاد الرئيس بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور ونمو في المجالات المختلفة، مؤكدًا الحرص على دفع التعاون الثنائي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

وأكد السيسي أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين، من أجل مواجهة التحديات المشتركة القائمة، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي تمتد تداعياته لتهدد أمن العالم بأسره.

وتطرقت المباحثات لعدد من الموضوعات الثنائية بين البلدين، حيث استعرض الرئيس الخطوات المتخذة على صعيد الإصلاح الاقتصادي، وما توفره المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها من فرص استثمارية في العديد من المجالات.

تعزيز التعاون
وأعرب الرئيس الفرنسي عن حرصه على تعزيز التعاون والشراكة بين مصر وفرنسا على الأصعدة كافة، مؤكدًا دعم فرنسا لمصر للمضي قدمًا في تنفيذ برنامج النمو الاقتصادي المستدام، والتطلع للمزيد من الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، ولا سيما في منطقة قناة السويس وكذلك بالنسبة لتنفيذ مشروعات تنموية في مختلف القطاعات.

وتناولت المباحثات عددًا من مجالات التعاون المشترك، حيث اتفق الرئيسان على إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين.

الأزمات الإقليمية
كما تم استعراض آخر المستجدات على صعيد عدد من الأزمات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في ليبيا وسوريا، حيث اتفق الرئيسان على تكثيف التشاور والتنسيق المشترك إزاء سبل التوصل إلى تسويات سياسية لتلك الأزمات، تُحافظ على وحدة وسيادة الدول وسلامة أراضيها، وتوفر لشعوبها الأمن والاستقرار المنشودين.

وأكد الرئيسان على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي للتصدي بحزم للإرهاب وتمويله.

وفي هذا الإطار شدد الرئيس الفرنسي على دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب ووقوفها بجانبها في مواجهتها للمنظمات الإرهابية، مشيرًا إلى اعتزام فرنسا تعزيز الجهود المشتركة مع مصر في التصدي للإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط.

وحرص الرئيس على توجيه الدعوة للرئيس الفرنسي لزيارة مصر، وهو ما رحب به الرئيس "ماكرون"، مشيرًا إلى حرصه على تلبية الدعوة في أقرب فرصة ممكنة.

وعقب انتهاء اللقاء، شهد الرئيس والرئيس ماكرون مراسم التوقيع على إعلان مشترك لتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والفرانكفوني والجامعي والعلمي والفني.

كما وقع الجانبان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا، بقيمة تبلغ نحو 400 مليون يورو، في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه، البحرية والبرية ومترو الأنفاق، فضلًا عن التدريب وبناء القدرات.

مؤتمر صحفي
وشارك الرئيس في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد مع الرئيس الفرنسي، حيث ألقى كلمة.

وزار الرئيس السيسي مقر رئاسة الحكومة الفرنسية، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء إدوارد فيليب.

وعقد الجانبان جلسة مباحثات موسعة ضمت عددًا من الوزراء وكبار المسئولين في الجانبين.

وشهدت المباحثات استعراضًا لمجمل العلاقات الثنائية المشتركة، حيث أكد رئيس الوزراء الفرنسي حرص بلاده على دعم الجهود المصرية في سعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى ما تقدمه وكالة التنمية الفرنسية من مساعدات في هذا الصدد.

الخارجية الفرنسية
وزار الرئيس السيسي مقر وزارة أوروبا والشئون الخارجية الفرنسية، حيث كان في استقباله الوزير جان أيف لودريان.

وشهد اللقاء تباحثًا حول عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب، حيث أعرب الرئيس عن تقديره للبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية في أعقاب حادثة الواحات الأخيرة والذي أكدت فيه دعم فرنسا الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب.

وأكد الرئيس ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولى من أجل التصدي بفعالية للأطراف الداعمة للإرهاب.

اليوم الثالث
وشهد ثالث أيام الرئيس السيسي في فرنسا نشاط مكثف حيث زار الرئيس مقر وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية، حيث كان في استقباله وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير.

وأكد الرئيس الأهمية الخاصة التي توليها مصر لتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع كل الدول الصديقة وعلى رأسها فرنسا، مؤكدًا حرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والاستثماري مع فرنسا، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة تلبى مصالح الطرفين، وتساهم في خلق فرص العمل، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأعرب الرئيس عن تقديره لحرص فرنسا على دعم خطط التنمية المصرية عبر الآليات التنموية المختلفة، فضلًا عن النشاط الواضح للشركات الفرنسية في مصر، مشيرًا إلى ما يتيحه برنامج الإصلاح الاقتصادى من فرص جديدة لتوسيع نشاط هذه الشركات، خاصة مع ما يتوفر لمصر من سوق كبير وموقع إستراتيجي يتيح لها أن تكون مركزًا للإنتاج وتصدير المنتجات إلى أسواق الدول الأفريقية والعربية، والتي ترتبط مع مصر بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة.

وعقب ذلك جرى عقد لقاء موسع للرئيس مع عدد كبير من رؤساء كبرى الشركات الفرنسية، حيث شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا استعرض خلاله الرئيس أهم ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي يتم تنفيذه على مدار ثلاثة أعوام وفق أربعة محاور رئيسية تشمل الإصلاحات المالية والنقدية وسياسات الحماية الاجتماعية فضلًا عن الإصلاحات الهيكلية.

خلق بيئة استثمارية
واستعرض الرئيس جهود الحكومة المصرية لخلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال معالجة الاختلالات الهيكلية التي حالت في الماضى دون تحقيق العائد المطلوب من الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد المصري، حيث تم تبنى حزمة من الإصلاحات والتشريعات من أجل تحسين بيئة الاستثمار والأعمال، وتطـوير الجانـب الإداري والمؤسسي لتبسيط الإجراءات، ومنح الحوافز اللازمة في المجالات الاستثمارية ذات الأولوية.

كما التقى الرئيس السيسي أنجل جوريا سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وأشاد بمستوى التعاون القائم بين مصر والمنظمة، لا سيما من خلال الدعم الفني الذي توفره المنظمة والدراسات والتقارير التي تصدرها في مختلف المجالات.

مجلس النواب
وزار الرئيس السيسي، مقر الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب)، حيث كان في استقباله رئيس المجلس فرانسوا دوروجى وعقد جلسة مباحثات وأشاد الرئيس بالنمو المتواصل الذي تشهده العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، مؤكدًا أهمية مواصلة العمل على تطويرها، فضلًا عن تعزيز التعاون بين مجلس النواب المصري والجمعية الوطنية الفرنسية، وزيادة تبادل الزيارات بين المجلسين، بما يساهم في توثيق العلاقات بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.

مجلس الشيوخ
وزار الرئيس السيسي مقر مجلس الشيوخ الفرنسي، حيث كان في استقباله رئيس المجلس جيرار لارشيه. وعقب استعراض حرس الشرف في ساحة المجلس، تم عقد جلسة مباحثات موسعة ضمت عددًا من رؤساء اللجان وأعضاء مجموعة الصداقة المصرية الفرنسية بالمجلس.

وأكد الرئيس حرصه على الالتقاء بأعضاء البرلمان الفرنسى بغرفتيه (مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية)، مشيرًا إلى اهتمامه بدفع العلاقات البرلمانية بين البلدين في ظل دورها الهام في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، بما يلبى طموحات الشعبين الصديقين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وثيقة وممتدة.

الاتفاقيات
كما شهدت زيارة الرئيس السيسي، للعاصمة الفرنسية باريس مراسم التوقيع على 16 اتفاقية.

وزير داخلية فرنسا
والتقى الرئيس السيسي في اليوم الرابع جيرارد كولوم وزير الداخلية الفرنسي وأكد الرئيس خلال اللقاء على أهمية تعزيز التشاور والتعاون المشترك بين البلدين، لا سيما في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وتنامي خطر الإرهاب وانتشاره بحيث أصبح يهدد كافة أنحاء العالم بما فيها فرنسا وأوروبا.

وأكد الرئيس عزم مصر على المضي قدمًا في التصدى للإرهاب، مشيرًا إلى الجهود التي تتم في هذا الصدد على المستويات المختلفة.

كما استعرض الرئيس الرؤية المصرية بشأن إستراتيجية مكافحة الإرهاب، التي لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتصدى لمحاولات ضرب الوحدة الوطنية. وشدد السيد الرئيس على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولى لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مصادر تمويله وإمداده بالسلاح والمقاتلين.

وشهد اللقاء كذلك تباحثًا حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجال الأمني، بالإضافة إلى بحث آخر مستجدات الوضع في كل من ليبيا وسوريا.

شركة كهرباء فرنسا
والتقى الرئيس السيسي اليوم جون بيرنار ليفي رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا العاملة في مجالات الطاقة بمختلف أنواعها.

وأكد الرئيس خلال اللقاء الأهمية التي توليها مصر لتنويع مصادرها من الطاقة لتلبية الاحتياجات المحلية المتنامية وتوفير الطاقة اللازمة للصناعة، منوهًا إلى الجهود التي يتم بذلها للارتقاء بمناخ الاستثمار وتطوير بيئة الأعمال.

وأعرب الرئيس عن تطلعه لزيادة استثمارات الشركة في مصر، وتطوير نشاطها في مجالات الطاقة المختلفة.
الجريدة الرسمية
عاجل