رئيس التحرير
عصام كامل

أنا مش «هشام عشماوي» يا ناس!


القصة التالية عجيبة.. غريبة.. مثيرة.. تلعب بها الصدفة دورا كبيرا كما يلعب فيها الاستسهال والتهريج وعدم المهنية دورا أكبر.. والقصة باختصار أن مصر بشعبها وبأجهزتها وجيشها وشرطتها يبحثون جميعا عن الإرهابي الهارب "هشام عشماوي".. ومن أجل ذلك ينشرون صورته في كل مكان تتبارى وتتسابق في ذلك الصحف الورقية والإلكترونية والصفحات الفيس البوكية على السواء.. صديقنا وزميلنا العزيز الباحث الشاب "هشام حبارير" وهو دارس للعلوم السياسية وحصل على الماجستير فيها وفي طريقة إلى الدكتوراه، ولأنه ناشط سياسي لذا تمتلك عدة صحف في أرشيفها المصور صورا فوتوغرافية له.. ومن يراها سيكتشف أن شبها كبيرا بينه وبين الإرهابي "هشام عشماوي"!!


"هشام حبارير" واحد من أنصار الجيش المصري وداعميه وهو من النشطاء الحريصين على أمن وأمان مؤسسات الدولة المصرية وهو أحد أبرز من ثاروا ضد الإخوان، حيث ينتمي للتيار الناصري وأحد أبرز شبابه خلقا ونشاطا وحيوية ولذلك فحتى سجله الأمني يسير في الاتجاه العكسي تماما ليس لـ"هشام عشماوي" فحسب وإنما لكل التيار المتأسلم إنما المدهش أن عددا من الصحف تصر بعد كل عمل إرهابي لـ"هشام عشماوي" أن تنشر صورته هو!! وفي المرات السابقة ذهب بنفسه لهذه الصحف ليبلغهم بتسرعهم وعدم دقتهم، وأن ما نشروه من صور فوتوغرافية ليست لـ"هشام عشماوي" إنما له هو!! ولهذا يسبب له لإحراجا مع الناس يتطور إلى مشكلات.. وهناك اعتذروا له وإعمالا بحق الرد نشروا اعتذارا وتوضيحا!

تمر الأيام ويرتكب عشماوي جريمة أخرى مثلما حدث في حادث طريق الواحات الشهير.. وفجأة يجد "حبارير نفسه مطلوبا للأجهزة كلها وصورة هو في كل الصحف مرة أخرى! وبات لا يعيش حياة طبيعية! صحيح للأمر بعد إيجابي لا يخلو من الطرافة وهو يقظة المصريين ورغبتهم في القبض عليه وتسليمه إلى أقرب قسم شرطة وهو ما حول حياته إلى مأساة ولا يعرف كيف يتصرف!

قصة الدكتور- بحكم ما هو قادم إن شاء الله- "هشام حبارير" الباحث المثقف المحترم تستحق أن تنتقل من هنا إلى شاشات الفضائيات.. وكيف تصنع الصدفة والتشابه في الشكل والاسم من برئ متهما! ومن شخصين يعتنقان أفكارا مختلفة تماما أن يتحولا عند البعض إلى شخص واحد! إنها أقرب إلى خيال شاهدناه في بعض الأعمال السينمائية ولا حل لها الآن إلا أن يعرف الناس ملامح "هشام حبارير" جيدا أو أن يسقط "هشام عشماوي" أو كلا الأمرين معا!
الجريدة الرسمية