رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش العظيم والمذيع اللاسع وعتريس!


هذا المذيع لا عمل له ولا مهمة يقوم بها إلا تسليح الجيش المصري في الفترة الأخيرة.. حتى أوشك على التكفل بمسابقة عالمية ليسأل الناس فيها عن سبب قيام قادة الجيش العظيم بتسليح الجيش المصري تسليحا جيدا!


هذه اللوثة العقلية لا نعرف سببها حتى بات الأمر مضحكا.. وكوميديا.. فهو قبل أي صفقة يؤكد انها لن تتم بحجة أن هذه الأسلحة المتطورة لن يسمحوا بوصولها لنا.. وبعد إتمام الصفقة يهاجم الأسلحة المشتراة بزعم أنها لا قيمة لها.. ثم بعد فترة ينسي حجته الأولى وحجته الثانية ليسأل عن سر التسليح نفسه!

وهو يشكك، مثلا، في نجاح زيارة الرئيس السيسي لفرنسا بحجة أن الحاكم الجديد في قصر الإليزيه مهتم بملفات عديدة من بينها حقوق بالإنسان وأنه سيتربص بالرئيس هناك.. كما أن أولوياته الدولية ليس من بينها مصر ومن المنتظر أن يشدد في بيع أي أسلحة لمصر مستقبلا.. ولكن عندما يفاجئ ماكرون العالم بموقفه المهتم لملف حقوق الإنسان بمصر وكلامه عن القضايا المشتركة بين مصر وفرنسا ثم انتهاء مباحثات الثلاثاء بصفقات جديدة مهمة تراه وقد خصص حلقة الامس بكاملها للهجوم على ماكرون نفسه وعلي تاريخ فرنسا الاستعماري كله وكأنه تذكر هذا التاريخ فجأة!

ما سر هذا التخوف من الجيش المصري ومن تعاظم قوته؟ وما سبب وضع الجيش على جدول أعمال برامجهم كلها في محطاتهم الشريرة كلها؟ بل ما سر وضع الجيش العظيم في أي جملة مفيدة أو غير مفيدة ـ وكل ما يقدمونه غير مفيد ـ على شاشاتهم؟ ولماذا جيش مصر وحده الذي يراقبون تسليحه كما وكيفا؟ ولماذا جيشنا وحده الذي يعدون حتى انفاس قادته وتحركاتهم وزياراتهم؟ هل للأمر علاقه بترتيبنا بين جيوش العالم؟ وأننا واحد من أقوى جيشين بالشرق الأوسط ليست إسرائيل منهما ربما للمرة الأولى؟! فهل بلغت البجاحة لديهم أن يشاطروا إسرائيل وعلنا غضبها المكتوم؟!

الإجابة غالبا معروفة عند قرائنا.. لكن إن سألناكم عن اسم المذيع فستحتاروا.. فكل إعلام الشر يفعل ذلك وربما حرفيا.. وبما يشير إلى أنها مهمات مكلفون بها ويؤدونها على الوجه الذي يرضي من يتحكم ومن يمول.. لكن لا شيء يطمئننا على السير في الطريق الصحيح أكثر من كل هذا الغضب الذي نراه الذي صار من انحطاطه ـ وكما قلنا ـ كوميديا حتى اصبحنا نتوقع ـ أو قل نتمني ـ أن يسير هؤلاء عند الاضرحة وفي الشوارع يصرخون بحكم لوثة متوقعة ويقولون "أنا عتريس.. أنا أسرع من الرافال وأكبر من الميسترال والحال مش هو الحال... مددددد"!!!
الجريدة الرسمية