رئيس التحرير
عصام كامل

«السرطان كما لم تعرفه من قبل» ريم بنا وطفلها المشوه «تقرير»

فيتو

الخوف واليأس، هما التوأم الملتصق الذي يصاحب مرض السرطان متى حل بالجسد.. لكن لم يكن جسد الفنانة الفلسطينية ريم بنا كنظائره، حيث حملت لهذا الوطن منذ تسلله إلى جسدها، وصف مختلف ووجهة نظر لا تتناسب مع اليأس، فقد اعتبرته «طفلها المعاق» الذي يجب أن تحتضنه وتهدهده وتعطيه دواءه، حتى يتماثل للشفاء.


أحبك حبين: 



منذ ثمانِ سنوات، كانت بداية تسلل السرطان لجسد ريم، عندما أَجرت فحوصًا طبية، نظرًا لشعورها آنذاك أنها ليست على ما يرام، وكانت تشعر في قرارة نفسها أن نتيجة الفحص لن تكون في صالح جسدها المقاوم، إنما ستكشف عن استيطان ما يتوغل فيه، وهيأت نفسها لاستقبال النتائج بصدر رحب، أيًا كانت فحواها.

رأس الجبل: 



خرجت نتيجة الفحص تشير إلى إصابتها بسرطان الثدي، فلم يصمد قلبها أمام الخبر، وجميع ما هيأت نفسها إليه بات كأنه لم يكن، فالصدمة كانت أقوى مما ظنت.. الأمر الذي جعلها تدخل في حالة من الضياع والتشتت، حتى الجلسة التي جمعتها بطبيبها المعالج لحالتها، حيث أخبرها بضرورة تخلصها من تلك الحالة، والبدء في العلاج لاقتلاع المرض عن جسدها، وطمأنها أن نسب الشفاء من سرطان الثدي عالية جدًا.

حديث الطبيب كان بمثابة جرعة تفاؤل اتكأت عليها ريم في مسيرتها للخروج من نفق المرض المظلم، فعلى الرغم من عدم اكتشافها للمرض في فترة مبكرة، إلا أنها استطاعت بالقراءة التعرف على ملامح المرض، للتخلص منه.

بعد تلقيها العلاج بفترة قصيرة، أخبرها الطبيب بضرورة البدء في تلقي العلاج الكيماوي، الذي بسببه سيتساقط شعر رأسها!.. رفضت ريم رفضًا قاطعًا، عادت للمنزل ووقفت أمام مرآتها، حاولت وضع يدها على شعرها لتخبأته، في محاولة منها لتخيل شكلها بدون شعر للرأس، وما تخيلته كان كفيل بانهيارها ودخولها في نوبة بكاء لم تنقطع إلا بعد فترة، عندما أدركت أنه لا مفر، وأن عليها تقبل ألاعيب هذا الطفل المعاق وأفعاله غير المسئولة.

يا طالعين الجبل: 



والدتها الشاعرة زهيرة الصباغ، كانت أول الأشخاص الذين أطلعتهم ريم على حقيقة وضعها الصحي، فهي أقرب الناس لقلب ريم، وأكثرهم دفئًا وتفهمًا.

ثمانِ سنوات مرت، وما زالت ريم صامدة تقاوم مرضها، وتثبت أن المقاومة تستطيع الحياة أمام مرض بشراسة السرطان، ففي تلك السنوات مرت ريم بفترات من التعافي، كان يداهمها المرض مرة أخرى، ثم تعود للتعافي وهكذا.
الجريدة الرسمية