رئيس التحرير
عصام كامل

هشام عشماوي.. فيلم وثائقي عن صانع الموت

فيتو

هشام عشماوي، اسم ظل يتردد على مدار السنوات الماضية وارتبط بالعديد من العمليات الإرهابية، والتي كان آخرها استهداف مجموعة من رجال الشرطة بطريق الواحات، أسفرت عن سقوط 16 شهيدا، في تبادل لإطلاق النار مع عناصر إرهابية.


وبالرغم من نشر وسائل الإعلام عدة تقارير عن عشماوي خلال الأيام الماضية، تعد حلقة برنامج "صناعة الموت"، المذاعة قبل عامين على قناة العربية حول أخطر مطلوب أمني في مصر، من أهم ما رصدت تاريخه.

فرقة «سيل» الأمريكي

وعمل عشماوي في السابق ضابطا في قوات الصاعقة، وتلقى تدريبا متقدما على مهام القوات الخاصة في أهم معاهد التدريب الأمريكية اختار طريق التطرف، وخرج من الخدمة عام 2009، وسرعان ما أصبح مهندس عمليات تنظيم أنصار بيت المقدس والمسئول عن أهم العمليات النوعية التي أعلن عنها التنظيم في سيناء والقاهرة وواحة الفرافرة ليستحق لقب أخطر مطلوب أمني في مصر.

هشام عشماوي ارتبط اسمه بأخطر العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة والمسئولين، وهشام الذي ولد عام 1979، تخرج عام 2000 في الكلية الحربية وانضم لوحدة القوات الخاصة «الصاعقة» وكان مخلصا في عمله ولم يتحدث في السياسة آنذاك، وكان متميزا للغاية عندما حصل على فرقة «سيل» الأمريكي.

وفاة والده

وعمل لسنوات في سيناء عندما وقعت عدة تفجيرات في طابا ودهب وشرم الشيخ، وتزوج عام 2003 من نسرين السيد علي، المدرس المساعد بجامعة عين شمس، وأنجب ولدين، إلا أن نقطة التحول في حياته كانت عام 2005 عندما توفي والده علي عشماوي الذي كان يعمل مدرسا للغة الفرنسية مما أثر على حالته النفسية، مما جعله فريسة سهلة في أيدي ذئاب الجماعات الإرهابية المتربصين في المساجد.

وتم تحذيره في عام 2006 والتحقيق معه وأكد التزامه، ولكنه بعد خروجه لم يلتزم وقرر استكمال طريقه في 2007، وفي ذلك الوقت تم تحويله إلى سلاح الدفاع الشعبي، مما أبعده عن المهام القتالية الخاصة بفرقته، وواصل التطرف والخروج عن قواعد الأجهزة الأمنية وتواصلت عمليات رصد تحركاته من جهة الأمن.

الخروج من الخدمة

وتضاربت المعلومات حول خروج عشماوي من الخدمة العسكرية وكيف تركها، سواء عن الفصل أو الاستقالة أو المحاكمة العسكرية، فبعضها يؤكد أنه في 2009 تم تشكيل قومسيون طبي كامل من القوات المسلحة لاستعراض الحالة النفسية لهشام، والتقارير الطبية أكدت أن حالته النفسية تؤكد أنه غير مؤهل للعمل العسكري، وتم فصله بشكل قاطع في أواخر 2012.

مصحة نفسية

وفي مسجد الأنوار المحمدية بحي المطرية، كانت أهم المحطات في حياة عشماوي بين عام 2010 و2012 حيث كان يتردد كثيرا على المسجد ويلتقي عناصر متطرفة بعد خروجه من القوات المسلحة، قبل أن يبقى في مصحة نفسية لمدة ثلاثة أشهر لم تجد معه عمليات التأهيل، بعد اعتناقه الأفكار المتطرفة الخاصة بتنظيم القاعدة.

وفشل عشماوي في الوصول إلى باكستان بهدف الانضمام للقاعدة، ولكنه توجه إلى العراق عبر سوريا عام 2010 حيث تلقى بعض التدريبات مع المليشيات المسلحة.

الانتقال بين تركيا وسوريا

مكث فترة في سوريا عبر تركيا، وشارك في تشكيل ما يسمى بجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، وظل يشارك في التخطيط لعمليات تهريب السلاح إلى مصر، ولتثبيت أقدامه وقت الحديث عن جسر بين التنظيمات المسلحة وليبيا، وبدأ وقتها مرحلة تطوير عمله.

ومن ليبيا انتقل إلى سيناء ليبدأ عمله مع أنصار بيت المقدس، ونسق مع خلايا صغيرة وضمها إليها مثل خلية كتائب الفرقان بالإسماعيلية، وصار المسئول العسكري للتنظيم، وحاول تطوير قدراته ومهاراته، وبعد ثورة 30 يونيو كان هناك متغير رئيسي في سيناء وهو توحد التنظيمات الإرهابية في سيناء تحت شعار أنصار بيت المقدس.

ثورة 30 يونيو

وكانت الأشهر الأولى بعد ثورة 30 يونيو الوقت الأبرز لتنفيذ عمليات إرهابية تم التخطيط لها، منذ اعتصام رابعة العدوية، الذي شارك فيه هشام وتركه قبل فض الاعتصام بأربعة أيام، وارتبط في تلك الفترة بعناصر خطرة لتنسيق عمليات إرهابية، وهو أكبر من خرج بمكاسب من ذلك الاعتصام، وضم العديد من العناصر الشابة.

بعد أقل من شهر على فض اعتصام رابعة، وقعت محاولة الاغتيال الفاشلة لمحمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، وأعلن للمرة الأولى، بعدما استخدم سيارة وضع فيها مواد شديدة الانفجار مهربة من ليبيا.

وارتبط اسمه أيضا بعمليات أخرى مثل استهداف مقر المخابرات الحربية في الإسماعيلية في أكتوبر 2013 وتفجير مديرية أمن الدقهلية 24 ديسمبر 2013، وتفجير مديرية أمن القاهرة 24 يناير 2014، والهجوم على وحدة عسكرية في عملية الفرافرة بالصحراء الغربية في 19 يوليو 2014، والهجوم على قوات الجيش في كرم القواديس بسيناء في أكتوبر 2014.
الجريدة الرسمية