رئيس التحرير
عصام كامل

ابحثوا معى عن "جرائم" تهانى الجبالى


الضوضاء والصوت العالى، القادم من "الغوغائيين" يملأ كافة الأرجاء من حولنا، معتمدين فى صوتهم العالى وعددهم على تحقيق هدفهم، وهو أن يصل ما يقولوه للجميع، وليس ذلك فحسب، بل ومطلوب ممن يصل إليهم الصوت أن يصدقوه، وتكذيبه جريمة .


نسمع عن فساد المستشارة تهانى الجبالى منذ سنوات، وعن علاقاتها المتشعبة ومواقفها المتأرجحة والمناصرة للفساد، نعم نسمع ذلك ولا يمكن لأحد أن ينكر . وكعادة المصريين يسمعون فقط ،فلا دليل يقدم ولا قضايا ترفع، تشهير ثم تشهير ثم تشهير... ثم الانتهاء بتشويه صورة أو سمعة، ويتحقق المراد وتهدأ الأوضاع مع سكون الفريسة التى أديرت ضدها المعركة القذرة، الخائضة فى الأعراض والذمم وكل ما يتاح من مستنقع القذارة وانعدام الضمير .

قالوا عنها فاسدة وغير نزيهة، صديقة لسوزان مبارك، والكثير من التهم والتشنيعات، فبحثت كثيرا وكثيرا عن قضية فساد تمسها أو أدلة، قدمها أى شخص، تدينها .. فلم أجد، وكذلك أنتم لن تجدوا .

بحثت عن كون صداقتها من سوزان مبارك هو ما جعلها أول سيدة مصرية تصبح عضوًا فى المحكمة الدستورية العليا الثالثة على مستوى العالم، ولكنى فوجئت بالتالى وأشارككم إياه :

تلك الفتاة الحاصلة على المركز الخامس على مستوى الجمهورية فى الشهادة الثانوية عام 68 ! والتى اختارت أن تدخل إحدى كليات القمة فى ذلك الوقت وهى كلية الحقوق، وبدأت حياتها كمديرة للشؤون القانونية بجامعة طنطا، ثم استقالت لتعمل فى مجال المحاماة، ثم تعيينها كقاضية وانتخابها كأول امرآة مصرية وعربية فى اتحاد المحامين العرب، علاوة على كونها خبيرًا قانونيًا بالأمم المتحدة، وعضو اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس القومى للمرأة، ومحكمًا تجاريًّا دوليًّا، ومحاضرًا فى المعهد العربى لحقوق الإنسان بتونس.

وهذه بعض الألقاب التى حصلت عليها:
درع الأمم المتحدة للعمل الاجتماعى، ودرع المعهد الدبلوماسى بوزارة الخارجية المصرية، ووسام المحاماة التونسى، وكذلك وسام المحاماة البحرينى، ودرع الاتحاد النسائى التقدمى، والمركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، والعديد من الألقاب والمناصب والأوسمة اختتمتها بنائب رئيس المحكمة الدستورية العام الماضى، قبل أن يتم تغيير الدستور لإزاحتها هى فقط !!

نالت كل المناصب والأوسمة عن استحقاق وجهد وعمل، باعتراف كافة من عملت معهم .

لم تتزوج تلك السيدة، عاشت طوال حياتها البالغة 62 عامًا وحيدة بلا زوج، لن أقول: إنها وهبت نفسها للعلم والرقى والتعليم والقضاء. بل أقول: إن وراء كل امرأة عظيمة قصة حب فاشلة،  تحتفظ بها لنفسها ولا يحق لأحد أن يشاركها قصتها .

وأترك لمن قرأ المقال الحكم، فأنا مثل الجميع جاهل حتى أقرأ وأظل جاهلا حتى أفهم ما أقرأ .
ibra_reda@twitter.com
الجريدة الرسمية