رئيس التحرير
عصام كامل

جون كينيدي.. من قتل أصغر رئيس في تاريخ أمريكا؟

فيتو

"التميز في الحياة والموت" عبارة لا يمكن إطلاقها إلا على الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، فكان أصغر رئيس منتخب للولايات المتحدة، وأول كاثوليكي (الرومان الكاثوليك) يشغل هذا المنصب، وأول رئيس لبلاده يتعرض للاغتيال.


1- محنك سياسيا



يعود له الفضل في إطلاق برنامج الفضاء الأمريكي، ولكنه أثبت حنكته السياسية بتعامله مع عدد من أخطر الأزمات على الصعيد الدولي في إطار الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي وأهمها أزمة برلين عام 1961/1962، والتي أدت إلى تقسيم ألمانيا إلى جزئين، يتبع أحدهما الاتحاد السوفييتي والآخر الولايات المتحدة الأمريكية.

كذلك شهدت هذه الفترة الأزمة الأخطر على صعيد الحرب الباردة، والتي تمثلت فيما عرف بأزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962. في المقابل، فقد تم في عام 1963 التوقيع، مع كل من الاتحاد السوفييتي وبريطانيا، على معاهدة لحظر التجارب النووية في الجو، كأولى اتفاقيات الحد من التسلح في ظل الحرب الباردة.

2- كنيدي ومصر



وفي منطقة الشرق الأوسط، شهدت فترة رئاسة كينيدي محاولات للانفتاح على البلدان العربية، وخاصةً مصر في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.

أسباب الاغتيال



بعد اغتياله في نوفمبر 1963، خرج المحللون بترجيحات لأسباب مقتله من ضمنها الفرضية المتعلقة بعلاقته مع حركة "مارتن لوثر كينج"، ومواقفه المؤيدة للسود ووقوفه ضد العنصرية التي كانت لا تزال مهيمنة في ممارسات ولايات الجنوب الأمريكي، ومن ضمنها ولاية تكساس المدينة التي اغتيل فيها، وأخرى حول غضب وكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي إيه) منه بسبب موقفه من قضية كوبا، وعدم موافقته على إرسال قوات جوية لدعم الانقلابيين حسب الخطة المبلورة، مما أدى إلى انتصار كاسترو في واقعة "الخنازير"، ثم إقالة كنيدي لدالس المسئول في وكالة الاستخبارات، إضافة إلى عداء شركات النفط وما يسمى بالمركب العسكري الصناعي لسياسات كنيدي.

ويشكك كثيرون أيضًا في أن القاتل لي هارفي أوزوالد هو وحده المسئول عن عملية القتل.

3- إصرار ترامب



أعلن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أنه سيفسح المجال للاطلاع على وثائق اغتيال كينيدي، الخميس المقبل.

وذكر مسئول في البيت الأبيض أن "الرئيس يعتبر أنه ينبغي إفساح المجال للاطلاع على هذه الوثائق من أجل شفافية كاملة إلا إذا أدلت أجهزة (الاستخبارات والأمن) بتبرير واضح ومقنع يرتبط بالأمن القومي أو بحفظ النظام".

ويأمل البعض في أن يضع نشر هذه الوثائق حدا لأكثر الفرضيات جنونا. لكن التكهنات يمكن أن تطلق من جديد إذا أبقيت وثائق تحت السرية.

وصرح جون تانهيم تاذي الذي شارك في لجنة أنشئت لمناقشة القضية في الكونجرس في تسعينيات القرن الماضي، لصحيفة "دالاس مورنينج" أن "كل شيء يجب أن ينشر".

4- ميلاده وحياته



ولد كينيدي لعائلة ثرية لها باع في السياسة، حيث كان والده رجل الأعمال جوزيف كينيدي سفيرا لأمريكت في بريطانيا بين عامي 1938 و1940.

جون كينيدي المولود في مايو 1917 شارك في الحرب العالمية الثانية وحاز بعد انتهائها أرفع ميدالية للقوات البحرية ومشاتها.

امتهن الصحافة لفترة قصيرة بعد الحرب حيث كان مراسلا لمجموعة هيرست الإعلامية.

انتخب كينيدي عضوا في مجلس النواب الأمريكي عام 1947 ممثلا عن الحزب الديمقراطي لولاية ماساتشوستس حتى عام 1953، وهو العام الذي أصبح فيه عضوا في مجلس الشيوخ.

فاز بجائزة "بوليتزر" للصحافة والآداب عام 1957 عن كتاب سيرة ذاتية ألفه عن أعضاء في مجلس الشيوخ اتخذوا قرارات سياسية شجاعة.

عام 1961 أصبح كينيدي رئيسا للولايات المتحدة بعد أن تغلب في الانتخابات على منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون الذي كان نائبا للرئيس دوايت أيزنهاور.

أعلن كينيدي دخول الولايات المتحدة عصر الفضاء عام 1962 بكشفه عزم واشنطن إرسال رحلة بشرية إلى القمر.

نجح في إنهاء أزمة "خليج الخنازير" الكوبي عام 1962 مع الاتحاد السوفييتي من دون خوض حرب كان من المحتمل أن تكون نووية، حسب مؤرخين.

وقع عام 1963 اتفاقا مع الاتحاد السوفييتي يقضي بمنع تجربة الأسلحة النووية في الماء أو الجو أو الفضاء.

في 22 نوفمبر 1963 أطلق لي هارفي أوزوالد النار على موكب كينيدي في دالاس لتعلن وفاته إلا أن الجدل حول حادثة اغتياله لا يزال قائما حتى يومنا هذا.

الجريدة الرسمية