جولة «المصور» في صومعة عباس محمود العقاد
للكاتب الكبير عباس محمود العقاد صومعته الخاصة التي يخلو فيها ليس للسكون والراحة، ولكن ليقرأ ثم يكتب ويستمع إلى الموسيقى، ففى هذه الصومعة تجود قريحته وتفيض عبقريته بما ينتجه ويقدمه لقرائه.
وقامت مجلة المصور عام 1954 بجولة في منزل الأديب عباس محمود العقاد، فوجدت أن صومعته تحتل كل ركن من أركان بيته، ففى غرفة النوم مكتبته الخاصة بالسودان، وفى غرفة المائدة مكتبة الفلسفة، وفى غرفة المكتب مكتبة العلوم والاقتصاد والدين، أما في البالكون فتوجد مكتبة الشيوعية.
وحتى المطبخ لم يخل من مكتبة، ففيه كتب طاهيه الأسطى أحمد حمزة، وهى تضم مصاحف وبعض الكتب الدينية، وكما قالت المجلة من خلال حوار مع الأديب الكبير: يكتب العقاد في الصباح من الساعة الثامنة إلى التاسعة، ويكتب في المساء من الخامسة إلى منتصف الثامنة ليمضي بقية الوقت بعد ذلك في القراءة.
وعندما يكتب العقاد يضع له الخادم صينية عليها جميع أنواع الفاكهة، كما يتناول عصير الليمون أو البرتقال بين وقت وآخر، وكان يقول: أنا أرحم من غيرى، فكان صديقى المرحوم السباعي لا يكتب إلا بجواره بسبوسة وملانة وفول سوداني وفجل.
كما أن العقاد لا يستطيع كتابة موضوع أدبى بحت وسط الضوضاء، ويختار للكتابة ورقا مسطرا في حجم خاص يقيس عن طريقه حجم المقال.
وقبل الكتابة يستعين بمراجع من المكتبة ولا يعيدها إلى المكتبة إلا بعد الانتهاء مما يكتب فيه، وهو يقول دائما «أنا أعيش في هذا البيت عالة على الكتب، أما الكتب فهي في دواليبها بحسب موضوعاتها».
وأخيرًا علق المحرر على عادات العقاد بقوله: «لعل وفرة الإنتاج للعقاد ترجع إلى أنه لم يتزوج ولم تشغله واجباته الزوجية والأبوة عن الاطلاع والتأليف».