«سارة كريت» لبنانية محجبة تعشق الرقص الأفريقي.. «قصة مصورة»
لبنانية بملامح رقيقة لم تبلغ بعد الـ 25 من عمرها، إنها سارة كريت، وهى بالفعل ذات قسمات تسر الناظرين، لا تشى أبدًا بالشغف الكامن بداخلها للرقص الأفريقي الذي قد يبدو للكثيرين صاخب الإيقاعات لا يليق بمن يملك ملامح طفولية بريئة مثلها، ولكن وراء هذا الشغف قصة طويلة بدأت في السنغال عام 2014، حيث وقعت سارة في حب الرقص الأفريقي من النظرة الأولى، وقررت منذ ذلك الحين أن يصبح هو متنفسها ومهنتها ومصدر السعادة الأول لروحها وجسدها.
"الرقص ليس عيبًا بل هو شغف.. أعشقه منذ نعومة أظافري".. هكذا تؤمن سارة، فقد كبر معها الرقص ولكن عشقه ظل كامنًا بداخلها ولم يظهر إلا في فصل الزومبا الذي كانت تذهب إليه في السنغال، وبعدها اقتنعت بضرورة الحصول على دورة تدريبية لكى تتعلم عن قرب أًصول الرقص وتحترفه وتنقله فيما بعد لعشاقه.. فالمحيطون بها لمحوا في سارة موهبة مدفونة ودفعوها إلى ذلك.
كانت والدتها هي كلمة السر لقبول هذه الفكرة، وبالفعل حصلت على شهادة تدريب من إيبو ولابوك مصمم رقص، لتكون قادرة على أداء أحد أنواع الرقص الأفريقي والذي يحمل اسم African Gym Tonic، وعادت بما تعلمته إلى لبنان بعد بضعة شهور لتؤسس فرقتها لتعليم الرقص الأفريقي "أنا غيرت حياة الكثيرين بالرقص.. أطفال.. مراهقين.. بالغين.. وحياتى أنا شخصيًا".
دروس سارة تتخطى فكرة الرقص، فهي تعتبر ما تقوم به خير متنفس للروح والجسد، أما أعضاء فريقها فيرتبطون تمامًا كالعائلة، أما عن هدفها الذي قررت أن تصل إليه من خلال شغفها بالرقص هو مساعدة الكثيرين للوصول إلى الراحة النفسية والتخلص من الضغوط، وكذلك مساعدة الأطفال في إخراج طاقاتهم المكبوتة بطرق صحية ودعم هؤلاء الصغار الذين يعانون من السمنة بالرقص والتي بطبيعة الحال تؤثر فى ثقتهم بأنفسهم.
سارة كريت من طرف vetogate2014
"والدى... عائلتى.. فريقي جميعهم لهم الفضل في مساندتى"، كان هؤلاء من أوائل المؤمنين بها وبما تحب أن تفعل، أما زوج سارة فكان له دور لا مثيل له في حياتها المهنية "زوجي ليس راقصًا ولكنه خير داعمًا لى وهو عاشق للرقص مثلى تمامًا"، فهو لم يتوقف يومًا عن دعمها، بل كان أول من له شرف تجربة دروس سارة في الرقص والتي ساعدته كثيرًا في الشعور بالراحة.
كيف ترقصين بالحجاب.. صوت المرأة عورة وبطبيعة الحال جسدها، لا ينبغي أن يظهر فأنى له أن يرقص؟ كلها أفكار راسخة في وطننا العربي، ولكن لسارة رأى آخر "كتير حاجات في عالمنا العربي بنشوفها غير طبيعية.. وفى تابوهات كتير ليها علاقة بالمجتمع مش الدين"، فكثيرون تعجبوا من قيامها بالرقص وهى فتاة مسلمة مرتدية كامل زيها الإسلامي، وتعرضت لانتقادات لا حصر لها "علاقتى بالله أمر شخصي وتديني وصلاتى لا تمنعني من الرقص وصار عندى كمان تلاميذ محجبات.. وأنا أرقص قبيل حتى أن أتعلم المشى.. فالرقص جزء من هويتي".. لذا فسوف تكمل سارة طريقها وستظل تسعى بكل جهدها لإلهام الفتيات والسيدات في الوطن العربى والأطفال والأجيال المقبلة، فالآراء السلبية لم تعد تؤثر فيها الآن.
"أحلم بامتلاك مدرسة خاصة بي للرقص خلال الـ "5 سنوات المقبلة"، هكذا تحلم سارة وتتمنى أيضًا أن يخوض الجميع تجربة الرقص "صدقونى بمجرد أن تخوضوا التجربة لن تتوقفوا أبدًا عن تكرارها.. فكل حركة تنبع من القلب"، وعن رسالتها للفتيات في الوطن العربي "لا تخافى أبدًا أن تخرجى من قوقعتك.. حررى نفسك وأؤكد لك أنك ستدمنين الرياضة والرقص.. من الطبيعي أن تخافى في البداية ولكن الرقص ليس شيئًا تخشيه أو تخجلي منه".. وهكذا تخفت الأضواء والأصوات، وحركة سارة مستمرة في الرقص، تصارع التقاليد والتابوهات، وتحطم كل الانتقادات التي تحاول أن تحول بينها وبين شغفها وحلمها.