رئيس التحرير
عصام كامل

ذهاب السيسي إلى العلمين قرار صائب!


نقفز إلى قلب الموضوع مباشرة.. هل يمكن للمجموعات الإرهابية أن تهزم مصر وجيشها وشرطتها؟ الإجابة الفورية: إن كان العدو الإسرائيلي ومعه أمريكا وخلفه الغرب وكل يهود العالم وكل أشرار العالم اعتدوا علينا في 1967 ودمروا ثلاثة أرباع الجيش وثلاثة أرباع قواتنا الجوية، ومع ذلك بعد الحرب بأيام كانت موقعة رأس العش، وبعدها بأسابيع كان إغراق إيلات المدمرة، وبعدها إغراق الغواصة "داكار"، وبعدها الهجوم على ميناء إيلات ثلاث مرات متتالية، وكل ما سبق يشكل تطورا في التاريخ العسكري، وبعدها كانت شدوان وعمليات البطل إبراهيم الرفاعي ومجموعته وكانت بالعشرات خلف خطوط العدو حتى سارعت أمريكا بمبادرة روجرز لإنقاذ إسرائيل، وبنينا حائط الصواريخ، وأثبت الشعب والجيش استحالة هزيمتهما بل ومهدا طريق النصر بأسرع مما تخيل أحد.. فهل الآن ونحن عاشر أقوى جيوش العالم ونزداد قوة كل يوم أن يهزمنا هؤلاء؟ هذا أصلا سؤال بعيد عن المنطق!


إذن السؤال: لماذا كل ما يفعلونه وهزيمتنا مستحيلة: والإجابة الفورية هي: واحد من أمرين.. أما الوصول بالأمور إلى لحظة-نقطة- تفاهم.. تسمح بمفاوضات عودة الإخوان! أو إرباك المشهد كله وبما يمنع أي تنمية أو تقدم وبالتالي تتوتر الأجواء وتذهب للأسوأ وبالتالي نبقى كما كنت أو نعود للخلف!

السؤال: هل استشهد الأبطال وهم أغلى وأطهر من أنجبت مصر من أجل أن يحقق العدو أهدافه أم استشهدوا لتعيش مصر ويعيش شعبها وتفشل مؤامرات الأعداء؟ صحيح الحزن واجب.. لكن لا يصح أن تتوقف الحياة فإن أردتم حداد اليوم كنت الأمس في حداد على شهداء العريش وقبلهم في حداد على شهداء الشيخ زويد وقبلهم حداد على شهداء رفح، وبعدهم حداد على لا قدر الله عمل إرهابي مقبل، وبالتالي فلن نعيش في أجواء بناء وصناعة المستقبل وهذا ما يريده الأعداء وهذا ما خطط له من يدفعون هؤلاء ويمولونهم!

هل تكون حياتنا طبيعية يعني؟ في مثل هذه الحالات لا توقف الحياة مطلوب.. ولا عدم تقدير الموقف مطلوب.. الصخب ينبغي أن يتوقف والوقار سيد الموقف!

ذهب السيسي إلى العلمين ومعه أربعة عشر ممثلا لدولهم.. والعالم يشهد الاحتفال وإن الغي لأضعنا كل مجهودنا لعودة السياحة ولجلب أموال للاستثمار.. وتتوقف حياة ملايين الأسر على ذلك بعد تعطل أحوالهم منذ فترة طويلة!

كان الاحتفال في العلمين رسميا جدا.. وقورا جدا.. وبذكرى موقعة العلمين لا أكثر ولا أقل.. وهي ذكرى موقعة حربية خلفت آلاف الضحايا.. وإعلام الشر سيهاجم السيسي سواء ذهب للعلمين أو لم يذهب إليها أو حتى لو لم تكن العلمين موجودة أو لم تخلق من الأساس!

الجريدة الرسمية