رئيس التحرير
عصام كامل

الأمم المتحدة تخفق في تسوية الخلافات بين الفصائل الليبية

غسان سلامة
غسان سلامة

أخفقت الأمم المتحدة في دفع الأطراف المتناحرة في ليبيا إلى تخطى خلافاتهم في محادثات استمرت شهرا في تونس بهدف إعادة الاستقرار للدولة المصدرة للنفط وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات.


وتشهد ليبيا اضطرابات منذ انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي أطاحت في 2011 بحكم معمر القذافي الذي استمر 42 عامًا، ما أفسح المجال أمام إسلاميين متشددين وشبكات تهريب البشر التي أرسلت مئات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا.

ودفعت الصراعات السياسية والعسكرية اقتصاد الدولة العضو في أوبك نحو الانهيار مع تنافس حكومتين وبرلمانين على السلطة السياسية في البلاد.

وقبل شهر أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، وهو أحدث مبعوث من عدة مبعوثين أرسلتهم المنظمة الدولية إلى ليبيا منذ 2011، "خطة عمل" تستغرق عامًا للانتقال لمرحلة تجرى فيها انتخابات رئاسية وبرلمانية.

ومنذ ذلك الحين استضافت الأمم المتحدة وفودا من برلماني شرق ليبيا وطرابلس في تونس بغية الخروج بتعديلات على خطة سابقة توسطت فيها الأمم المتحدة ووقعت في ديسمبر 2015.

لكن بنهاية جولة ثانية من المحادثات لم يقل سلامة سوى أن المناقشات ستستمر دون تحديد موعد جديد لجولة مقبلة.

وقال سلامة للصحفيين: "هناك في كل نقطة من نقاط البحث حيز لا بأس به من التفاهم وهناك نقاط اختناق أو عنق زجاجة في كل نقطة من هذه النقاط.. سنسعى وسيسعى الإخوان معي ومع القيادات الليبية المختلفة لإزالتها" من دون أن يدلي بتفاصيل.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان على موقعها الإلكتروني "تؤمن بعثة الأمم المتحدة إيمانا راسخا بأن المؤسسات اليقظة والقادرة المترفعة عن الحسابات الفردية هي ما ينبغي أن نصبو إليه جميعا في سبيل قيام دولة ليبية فعالة وعادلة".

وأضافت: "ستبقى البعثة منكبة على السعي لتنفيذ مختلف عناصر خطة العمل التي طرحها الممثل الخاص في 20 سبتمبر 2017 وتبناها مجلس الأمن الدولي والتي تتوج بانتخابات حرة ونزيهة في غضون عام واحد من إعلانها لإخراج ليبيا من الانسداد السياسي الراهن وتهيئة مستقبل أفضل لأبنائها".

وحاولت الأمم المتحدة حل الأزمة الليبية بنهج مشابه في 2015 باستضافة أطراف ليبية في فنادق فاخرة في الخارج لكن الاتفاق لم يحظ بمساندة الشخصيات المؤثرة في السلطة ولا بدعم الفصائل المتحالفة مع القائد العسكري خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا.

إلا أن حفتر هو واحد فقط من عدة لاعبين على الساحة الليبية التي تهيمن عليها جماعات مسلحة منقسمة الولاءات على أسس سياسية ودينية وقبلية.

وحاولت دول غربية العمل مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس لكن انقسامات داخلية أضعفت من موقفها ولم تتمكن من وقف تدهور مستوى المعيشة أو ترويض الجماعات المسلحة المختلفة.

ووفقًا لخطة الأمم المتحدة الجديدة من المفترض أنه بمجرد الاتفاق على التعديلات يعقد مؤتمر وطني موسع يضم عددًا أكبر من الممثلين من أنحاء ليبيا للموافقة على اختيار أعضاء حكومة انتقالية تدير شئون البلاد لحين إجراء انتخابات.
الجريدة الرسمية