مصر تبتلع طعم حماس
في هجوم غادر قامت به عناصر إجرامية إرهابية حمساوية على بعض ارتكازات أمنية بالعريش، وعلى مقر البنك الأهلي فرع العريش بشمال سيناء، حيث قتل 5 أشخاص بينهم 3 من رجال الشرطة خلال محاولتهم صد ذلك الهجوم الإرهابي، عندما قام مسلحون مجهولون يستقلون سيارة خضراء ماركة شيفروليه بالهجوم على فرع البنك وألقوا العبوات الناسفة على القوة الأمنية المكلفة بتأمين البنك، فيما قامت القوات بالتعامل معهم، وكان الجيش المصري قد أعلن أمس الأحد مقتل 24 إرهابيًا و6 عسكريين في مواجهات بـكرم القواديس بسيناء.
ومن المعلوم أن مصر قد نجحت في إجراء المصالحة الفلسطينية بين حماس، وهي الجناح العسكري لتنظيم الإخوان الإرهابيين، وبين منظمة فتح على أمل أن تصير فلسطين دولة موحدة ضد إسرائيل، وأن تتوب حماس الإرهابية عن أعمالها العدائية ضد مصر عقابا لها على طردها الإخوان الإرهابيين من الحكم، وهم من تنتمي إليهم حماس، وقد انتابني الشك في نوايا حماس الإرهابية التي تحارب مصر بداية من 2011 وقد اقتحمت السجون وأخرجت الإخوان الإرهابيين في قضية معروفة تماما، وكانت السبب الرئيسي في إحراق أقسام الشرطة وقت 25 يناير، وكل ذلك ثبت رسميا وبالأحكام القضائية كذلك، وعندما استقر الحكم للرئيس السيسي والشعب المصري بعد ثورته في 30 من يونيو، وتم تضييق الخناق على قطاع غزة ومحاصرته، فلم تستطع حماس من أن تقوم بواجباتها نحو شعب غزة المغلوب على أمره من تلك العصابة المسلحة، كما أن ضغط الدول العربية الأربع على قطر جعل الدعم المالي لحماس يقل، فصارت حياة المواطن في خطر، فلم يكن أمام حماس سوى اتباع نظام التقية الإخواني، وإعلان عكس ما تبطن، حيث بدأت تعلن عن تخليها عن مبادئ الإخوان الإرهابيين.
ثم تعلن عزمها على المصالحة مع فتح بوساطة مصر التي سعت في هذا الملف حتى كلل بنجاح، وقد حضر إسماعيل هنية الإخواني للنخاع إلى مصر لإتمام المصالحة للاستفادة الشخصية لحركته الإرهابية لا أكثر، لكنهم يكرهون مصر كراهية لا مزيد عليها لأنهم إخوان إرهابيون، ولن يتنازلوا عن ذلك أبدا، والدليل أن الحركة التي أعلنت إذعانها لمصر في خطوات المصالحة هي نفسها التي ظلت تكرر كلمات النعي لمرشد الإخوان صاحب "طز في مصر" مهدي عاكف، وظلت الحركة تؤبنه بكلمات تدل على حقدها على مصر ورغبتها في الانتقام منها لموت زعيمهم مهدي عاكف، كما أن هنية ذلك الإخواني الإرهابي المعروف قبل العملية الأخيرة في العريش بأيام يتصل بأمير قطر لإطلاعه على آخر مستجدات المصالحة الفلسطينية التي رعتها القاهرة، وبالطبع معروف أن قطر هي راعية الإرهاب الإخواني في العالم، وأن أميرها يدين بالطاعة والولاء للمرشد الإخواني على أنه واحد من هؤلاء الإخوان الإرهابيين..
ومعنى الاتصال به من هنية هو إطلاع أمير قطر على ما يحدث، وبالطبع لن يعجب الإرهابي أمير قطر ذلك لأنه يريد أن تظل حماس الإرهابية تصدر الإرهاب لمصر، وهنا بالطبع طمأنه هنية على أن ذلك ما سيكون بالفعل، وأنه مع حركته الإرهابية إنما لجأوا لمبدأ التقية فقط، والدليل سيراه بعد قليل، وهو ما قامت به منظمة حماس الإرهابية ضد مصر عن طريق جماعتها الإرهابية التي تسمى تنظيم ولاية سيناء، وهم من حماس الإرهابية، ورغبة في أبعاد حماس الشبهة عنها جعلت تنظيمها الإرهابي ذلك يعلن بيانا قبل العملية تعليقا على المصالحة جاء فيه: "نؤكد على أن الاتفاقات الأخيرة بين المخابرات المصرية الكافرة والقيادة الحمساوية المرتدة والتي تهدف لحصار المجاهدين وتضييق الخناق على جنود الخلافة في أرض سيناء المباركة لن تجدي نفعًا، وأن القادم أعظم وأن ما كنتم تسمعونه منا بالأمس ترونه اليوم رأي العين، ونقول لعصابات حماس المرتدة أعوان الجيش المصري كفوا أيديكم عن المجاهدين وإلا فالقادم أدهى وأمر"..
بمعنى أن البيان يبرئ حماس من كل الحوادث الإرهابية، وطبعا حماس هي التي كتبت ذلك البيان وهي التي تمد السلاح لهؤلاء الإرهابيين بالأموال القطرية ومصر ابتعلت طعم حماس الإرهابية، وبالطبع فلن تهاجم حماس الإرهابية نفسها ولن يحدث لها أي هجوم إرهابي، وإنما هي التي تهاجم الجيش المصري لحلمها بعودتها للحكم أي حماس أو الإخوان الإرهابيين لأنهم شيء واحد.
ولاحظ أن حماس دائما تختار كمين كرم القواديس لمهاجمته، لأن الكمين يقع في منطقة مهمة جدا بين مدن سيناء، وكذلك بين قطاع غزة التي تسيطر عليه حماس الإرهابية، ويتواجد عناصر لتنظيم داعش في العريش ورفح وهي عناصر حمساوية في الأساس أي إخوانية أو تدين لهم بالولاء، ووجود الكمين في هذه المنطقة يمثل عقبة إستراتيجية أمامهم، حيث يسعى التنظيم بمساندة حماس الإرهابية للتحرك بسهولة والتسلل بين مدن سيناء المختلفة، ولكن يعوق ذلك وجود هذا الكمين القوى والمحكم لذا تتم مهاجمة الكمين.