رئيس التحرير
عصام كامل

«ملوخية الفيوم» أكلة شعبية تتحول إلى العالمية.. «تقرير»

فيتو

يهدد نقص مياه الري بتوقف قرية جردو والقرى المجاورة عن زراعة الملوخية التي تحولت من "طبخة" شعبية إلى منتج عالمي تتهافت عليه دول غرب أوروبا وجنوب شرق آسيا.


وليست مياه الري وحدها التي تهدد بغلق باب الرزق طرقه أهل القرية في ظل حالة اقتصادية صعبة تعيشها البلاد، فالطرق الوعرة غير الممهدة تهدد بانصراف المصدرين عن القرية لصعوبة الوصول إليها.

تجارة عالمية
يقول أحمد مصطفى، رئيس الوحدة المحلية بالقرية، لـ"فيتو"، إن رواج تجارة الملوخية وتحولها من تجارة محلية إلى دولية رفع من حالة القرية المعيشية، ومعظم سيدات القرية يعملن في موسم جمع الملوخية.

أسعار كيلو التصدير
وأضاف صلاح عبد الغني، أحد تجار الملوخية، أن 90% من أراضي القرية والقرى المجاورة" المناشي – أهريت – طبهار – أبو دنقاش" تزرع بالملوخية وبعضها تزرع النباتات الطبية والعطرية، منوها إلى أن نوعية ملوخية التصدير تختلف تماما عن الملوخية البلدي التي تزرع للاستهلاك المحلي، فملوخية التصدير يصل طولها متر ونصف المتر وورقتها عريضة، أما البلدي فلا تزيد على نصف المتر، وإنتاجية الفدان للتصدير 10 أضعاف إنتاجية الملوخية البلدي، وتصل أسعار التصدير أحيانا إلى 80 جنيها للكيلو، حسب العرض والطلب في كل موسم.

الوسطاء
وتابع: إن مصر لا تعتبر نقطة تصدير، فالتجار يسلمون البضاعة إلى وسطاء تجميع في كل من لبنان والإمارات والسعودية، والذين يتواصلون مع المستوردين في غرب أوروبا وجنوب شرق آسيا، لافتا إلى أن أفضل فرز، وأقل منتج يستخدم مواد كيماوية في الإنتاج يصدر إلى أوروبا ثم جنوب شرق آسيا ثم الدول العربية.

وقالت عواطف عبدالسلام من أهل القرية: إنها تعمل في "قرطفة" الملوخية وفرزها ويبلغ أجر الكرتونة التي تزن 5 كيلوجرامات، 5 جنيهات، ومن الممكن أن تحصل المرأة أو البنت الصغيرة على 100 جنيه في اليوم، ولكن المشكلة أنها فترة عمل موسمية تمتد من شهر يونيو إلى آخر سبتمبر بعدها نعاني حالة ركود.

نقص المياه
ويقول على العشيري من أهالي القرية، إن جمع الملوخية هو موسم السعادة الحقيقية بالقرية، فيعمل الشباب في المناشر والسيدات في "القرطفة" والمزارعين في حقولهم والتجار يجمعونها للتصدير والعودة بعملات صعبة تنفع الدولة.

واستطرد: الدولة تناست مشكلات زراعة الملوخية بقرية جردو، فالقرية تقع في نهاية مجري مائي لا تصله المياه خاصة في الشتاء، ويعاني المزارعون من بوار أكثر من 50% من الأرض الزراعية ما دفعهم إلى تأجير أراضيهم لغيرهم من القرى التي تسبقنا على المجرى المائي، حتى وصل سعر تأجير القيراط 600 جنيه في الموسم، مما يزيد من تكلفة المنتج ويقلل العائد ويخلق منافسة شرسة مع الدول المنتجة لنفس الصنف سواء نباتات طبية وعطرية أو ملوخية.

وأكد العشيري أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى للمحافظ الحالي الدكتور جمال سامي إلا أنه دائمًا يرقابلنا بإبتسامة ويسمعنا حلو الكلام وعند التنفيذ لا نجد شيئا على أرض الواقع.

بحث أزمة الري
وقال محمد أحمد حسن، مدير مدرسة، أنه يجب على مسئولي الري التدخل لحل أزمة مياه الري حتى لا تتحول جردو من قرية منتجة ونموذج إنتاجي، إلى قرية نمطية لا تعرف غير المحاصيل التقليدية التي يمكن أن تروي بمياه الصرف الصحي وتؤثر فى الإنسان والماشية.

وناشد الأهالي المسئولين بالتدخل لإنقاذ قرية تعتمد على مساحة أرض محدودة لإنتاج تتعدى فوائده حدود القرية وتصل إلى خزانة الدولة، حال الاهتمام به.
الجريدة الرسمية