رئيس التحرير
عصام كامل

الاستخبارات الألمانية تحذر من خطر جيل جديد من «الجهاديين»

فيتو

يتوقع جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني مواجهة تحديات جديدة في مكافحة الإرهاب الإسلاموي، ويشمل ذلك تركيز الاهتمام على أطفال وشباب. وتتمثل إحدى التحديات الأخرى في مواجهة مخاطر المجال الإلكتروني.

يملك جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني كل المعطيات للاسترخاء قليلا والسبب هو كسر شوكة تنظيم "داعش" بعد سقوط معقله السري الرقة بسوريا.

ويُرجح أن يؤثر ذلك سلبا على معنويات نشطاء في أوروبا وفي ألمانيا، لأنه يمكن الاعتقاد أنه كلما تراجع تأثير "داعش" في مناطق القتال، كلما فقدت الإيديولوجية الإسلاموية المتطرفة من جاذبيتها.

لكن الاستخبارات الداخلية الألمانية لها موقف آخر بحيث أن رئيسها هانس غيورغ ماسين قال في برلين:" نرى الخطر في أطفال الجهاديين الذين قد يعودوا بأفكارهم من مناطق القتال إلى ألمانيا".

وقلقه هذا يعتمد على أرقام ذكرها في هذا الإطار، إذ أن أكثر من 950 إسلامويا سافروا في اتجاه سوريا والعراق، بينهم 20 في المائة من النساء و5 في المائة أطفال دون سن الرشد. ونظرا للوضع في مناطق القتال تتوقع سلطات الأمن عودة قوية إلى ألمانيا.

وإذا تأكدت هذه الفرضية، فإن جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني يتوقع مجابهة مخاطر جديدة بالنسبة إلى ألمانيا. ويُذكر أن تنظيم "داعش" يخاطب بشكل مباشر في دعايته الأطفال والشباب.

وفي الإنترنت تروج فيديوهات لمشاهد إعدامات يشارك فيها أطفال. ويخشى رئيس الجهاز ماسين "أن يتم إقحام جيل جديد من الجهاديين".

وفي هذا السياق يفترض جهاز الاستخبارات الداخلية أن تتولى أوساط السلفيين في ألمانيا دورا أقوى، وهي تضم في تمجيدها للعنف، حسب تقديرات سلطات الأمن نحو 10.000 شخص.


ماسين يأمل في الحصول على معلومات من طالبي اللجوء

ويناشد رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية المجتمع الألماني مراقبة المخاطر التي ذكرها وتجهيز العدة ضد ذلك. وأفاد أن مؤسسته تضع تحت التصرف هاتفا لتلقي المعلومات وإعطاء المشورة لمن يبحث عن نصائح.

ويأمل جهاز الاستخبارات الألماني في تلقى معلومات قيمة من طالبي اللجوء. وقال ماسين بأن مؤسسته حصلت على مئات من المعلومات:" نحن نعتقد أن الأمر يتعلق في كثير من الحالات بمعلومات حقيقية يجب الإمعان فيها".

ويتوقع جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية حصول تطورات جديدة في مجال آخر، وهو ما يسمى الحرب الإلكترونية. ويحذر الرئيس ماسين منذ مدة من أنشطة روسية في هذا المجال. إلا أن تخوفاته من حصول محاولات للتأثير على الانتخابات التشريعية الألمانية من خلال ما يسمى الأخبار الزائفة لم تتحقق في الواقع. واعتمدت تلك التخوفات على هجمات إلكترونية ناجحة، بينها الهجوم على النظام الإلكتروني للبرلمان الألماني في 2015.


"تسمم دموي للنظام الرقمي"

ويعتقد جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني أن روسيا كانت وراء تلك الهجمات. والمسئولون في موسكو توصلوا على ما يبدو قبل موعد الانتخابات التشريعية الألمانية إلى الاستنتاج أن " التكاليف السياسية مرتفعة جدا". وهذا كان له أيضا علاقة مع التجارب حول الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي فرنسا. وعلى إثرها تبين للرأي العام وجود "تدخل روسي وحملة تضليل".

ويرصد جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية أنشطة إلكترونية متزايدة لها علاقة بألمانيا كذلك في إيران. وكمثال على ذلك يُذكر تصريح مفتعل لأنغيلا ميركل تم ترويجه في إطار الدعاية المعادية للعربية السعودية على مواقع إخبارية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. وتحدث الرئيس ماسين عن "تسمم دموي للنظام الرقمي". وعلى هذا الأساس طالب بتجهيز تقني إضافي لمؤسسته. "وحتى التفويض لشن هجمات إلكترونية مضادة لا يحق أن يبقى موضوعا محرما". وتبقى الشروط غير متوفرة لذلك في ألمانيا. ومن ناحية القانون الدولي لا توجد قواعد ملزمة.

مارسيل فورستيناو/ م.أ.م

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية