رئيس التحرير
عصام كامل

من إهانة التاريخ إلى إهانة المؤرخين!


نؤجل الحديث عن يوسف زيدان بعد مقالين متتاليين فضحنا فيهما حديثه مع عمرو أديب.. فليس علينا اليوم إلا أن نسأل: ما الذي يحدث على شاشات القنوات المصرية؟ ما كل هذا الضجيج الذي نسمعه وكل هذه التناقضات التي نراها؟
 هل نواجه مخطط إفشال الدولة بتعبئة المصريين عموما والأجيال الجديدة تحديدا بأكبر طاقة إيجابية وأقوي شحنة معنوية بتعريفهم بتاريخهم وأمجادهم وبطولات أجدادهم وآبائهم؟ أم نريد تشكيكهم في كل شيء وتشتيتهم وتركهم فريسة لإحباط قاتل يدفعهم للهجرة بجناحيها.. السفر أو التغييب بالتطرف أو بالإدمان؟ هل نقف أمام مخطط شامل لفريق متكامل يستهدف بإتقان شامل تاريخ وزعماء مصر؟ ينتفض لبعضه ويتكامل في أدواره، منهم من يمنح الفرصة لمزوري التاريخ ومزيفييه ببث سمومهم في كل اتجاه، ثم نجد من يحميهم  ويدافع عنهم ويمنع غيرهم من الكلام؟! الأسئلة لا تتوقف وهي كالانشطار النووي تتكاثر وتتزايد باستمرار.. وندخل إذن في موضوعنا..


إعلامية شابة لا نعرف تاريخها ولا مشوارها السابق.. كل ما نعرفه وما نراه هو حجم التكلف في أدائها واستغراقها العجيب في الأداء الخليجي لمذيعات القنوات الإخبارية.. ولا نعرف سر انسحاقها أمام أدائهم، وسر عدم اعتزازها بمصريتها، وتقديم الأخبار والحوارات المتلفزة بتلقائية وعلي طبيعتها وبمصريتها الخالصة؟
 كثيرون ذهبوا إلى قنوات إخبارية شهيرة، وفرضوا شخصيتهم بقوة ربما كان أشهرهم جميل عازر، وكانت الرائعة فريدة الشوباشي في راديو "مونت كارلو" وفاروق الدمرداش-عم معتز الدمرداش- في البي بي سي..

لم يقلدوا أبناء الخليج ولم يغيروا طريقتهم ورضوا أنفسهم.. المهم.. هذه المذيعة التي تعمل في قناة محترمة جدا هي الـ"سي بي سي" أساءت التعامل مع أحد أهم المؤرخين المصريين الحاليين إن لم يكن أهمهم وشيخهم هو الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ المعروف وأكثر المنحازين للوطن ولجيشه.. حتى أنهت الحلقة بشكل عجيب يفتقد للياقة ويثبت فشلها في إدارتها، ولم تحترم لا علم الرجل ولا تاريخه ولا رغبته في توضيح معلومات مهمة للمصريين عن تاريخ بلدهم، وهي في ذاتها مهمة وطنية نقدره ونشكره عليها، كان يجب استغلالها وانتهاز فرصة وجوده للاستفادة منه، حتى لو لم يكن ذلك مقررا في الحلقة.. فلا يعني موافقة فريق العمل على كلام مزوري التاريخ أن يمنعوا غيرهم من الكلام، فما بالنا إن كان غيرهم هو أكبر أستاذ تاريخ في مصر الآن؟!

ما جري إساءة بالغة لا يغفرها الاعتذار.. والتحقيق العاجل الشامل هو الحل.. من داخل السي بي سي ومن أول إعداد الفقرة... وحتى الهيئة الوطنية للإعلام.. أما الجمعية التاريخية التي من المفترض أن تكون أمينة على تاريخ الوطن فلنا معها وعنها كلام آخر.. الأهم على الإطلاق هو انتفاض شعبنا بنفسه للدفاع عن تاريخه.. ومع هذه السطور ندعو إلى تشكيل "اللجنة الوطنية للدفاع عن الجمهورية" أي الدفاع عن النظام الجمهوري، طالما تتقاعس جهات عديدة في الدفاع عنه بل وتتفرج وكأن شيئا لا يعنيها وندعو إلى تشكيلها من اليوم لتراقب وتحمي بنفسها بالقانون والإعلام تاريخها المجيد وهو مجيد بالفعل!
الجريدة الرسمية