رئيس التحرير
عصام كامل

كركوك تحتفل بعودتها تحت سيطرة بغداد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

احتفلت كركوك، اليوم الثلاثاء، بمشاركة المئات من سكان المدينة، بإعلان قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية العراقية، فرض السيطرة على مبنى المحافظة دون مقاومة من قوات البشمركة في المدينة، وتأتي هذه الاحتفالات بعد أن تمكنت بغداد، أمس الإثنين، فرض سيطرتها الكاملة على المحافظة.


وبحسب «24 الإماراتى» كانت المدينة النفطية المتنازع عليها، شهدت تطورات متسارعة أمس، حيث سيطرت القوات العراقية المشتركة على مبنى محافظة مدينة كركوك، بعد اشتباكات محدودة مع قوات البشمركة الكردية، وسط اتهامات من قبل إقليم كردستان لفصائل كردية بالخيانة وتسليم مناطقهم للجيش العراقي.

عملية سريعة
وفي أقل من 24 ساعة، استطاعت القوات العراقية المشتركة، عقب عملية سريعة، انطلقت فجر أمس، من فرض السيطرة على أماكن إستراتيجية في المدينة من أبرزها مركز المحافظة ومطار كركوك وقاعدة كي واحد العسكرية ومنشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد الكهرباء والحي الصناعي الإستراتيجي جنوبي المدينة.

وأعادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب، أمس، استكمال الانتشار في قاعدة (كيه 1) وفرض الأمن على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر وشركة نفط، كما سيطرت على مطار كركوك.

اشتباكات
وأكدت مصادر عسكرية، أن انسحاب قوات البشمركة من مواقعها في جنوب كركوك، سمح بتحقيق تقدم القوات العراقية السريع، فيما وقعت اشتباكات ليلية بين قوات كردية ووحدات من الحشد الشعبي، في أطراف المدينة، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

رفع العلم وعودة السكان
ومن جهته، طمأن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أهالي المحافظة، وذكر في بيان صادر عن مكتبه: "نطمئن أهلنا في كردستان وكركوك بأننا حريصون على سلامتهم"، كما دعا البشمركة للعمل تحت قيادة السلطة الاتحادية، وقامت القوات بإنزال أعلام إقليم كردستان واستبدالها بالعلم العراقي من على المباني الحكومية التي تم السيطرة عليها.

وأكدت القوات العراقية للسكان أن الوضع مستقر، ودعت مساء أمس الذين غادروا المدينة خوفًا من المعارك إلى العودة، كما فرضت حظر تجول ليلي في مدينة كركوك.

فيما أفاد مسئول في وزارة النفط بوقف ضخ النفط من حقلي هافانا وباي حسن اللذين كانت سيطرت عليهما قوات البشمركة التابعة لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، قائلًا إن "الفنيين الأكراد أوقفوا الضخ من حقلي هافانا وباي حسن وفروا من الحقول قبل وصول القوات العراقية إليها".

تهديد وخيانة
إلى ذلك، قالت القيادة العامة لقوات البشمركة الكردية في بيان لها أمس "إن الحكومة العراقية ستدفع ثمنًا باهظًا لحملتها على مدينة كركوك الخاضعة لسيطرة الأكراد".

واتهمت البشمركة في البيان فصيلًا من الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد حزبين سياسيين رئيسيين في كردستان العراق "بالخيانة" لمساعدته بغداد في العملية.

داعش
ومن ناحية أخرى، أفادت تقارير إخبارية، أن عددًا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي تسللوا إلى قضاء وقرى في كركوك شمالي بغداد، حيث استغلوا الأزمة الحالية بين الحكومة الاتحادية العراقية وقوات البشمركة وسيطروا على هذه المناطق، لكن قوات مكافحة الإرهاب أعلنت اليوم السيطرة على قضاء الدبس شمال غرب كركوك بعد الاشتباك مع عناصر التنظيم الإرهابي.

موقف أمريكا والتحالف
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده لا تنحاز لأي طرف في الأزمة بين الأكراد وحكومة بغداد.

وقال في مؤتمر صحفي في حديقة البيت الأبيض: "لقد أقمنا علاقات جيدة جدًا مع الأكراد منذ سنوات عديدة كما تعلمون وكذلك مع الجانب العراقي رغم أنه ما كان يجب أن نذهب إلى هناك".

ومن ناحيته، دعا التحالف الدولي بقيادة واشنطن الطرفين إلى "تجنب التصعيد"، مؤكدًا في بيان أن قواته "لا تدعم تحركات حكومة العراق أو إقليم كردستان قرب كركوك، لكنها على علم بتقارير عن تبادل محدود لإطلاق النار خلال الساعات الأولى من فجر 16 أكتوبر.

تركيا
ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية التركية استعدادها "للتعاون" مع الحكومة العراقية لطرد مقاتلي "حزب العمال الكردستاني"، المنظمة المصنفة "إرهابية" من قبل أنقرة، من الأراضي العراقية.
الجريدة الرسمية