نصر فتحي اللوزي يكتب: «نهج نعيب زماننا»
نعيب القبح والسفالة فينا... وما للانحطاط عيب سوانا
ونهجو الندالة بغير ذنب... ولو نطق الكذب لنا هجانا
وما كلب يلوث شرف مثله... ونردد النميمة سرا وبيانا
فكم من والدة ساءت أدب... ابنها صار بالفجر شيطانا
حوله يلتف اقران السوء... ترديدا كصرصار ليلا طنانا
هموا مثله ملعونين اينما... ثقفوا انهم للانحطاط اقرانا
هموا بلا عقل كدب أعمى... دوما لجيفة شوقا جوعانا
واذا كان مازحا سبا لاخيه... ينال منه نعتا بأنه حيوانا
واذا سمعه الحيوان بكى... فإنها يأبى منا بالقبح اقرانا
مات الادب صار منا اثرا... في متحف الذكريات نسيانا
ومانقل كلب سوء أقوال... بينما منا معتوها وسكرانا
سكرانا بحقد قلبه ولسانه... لم يعرف ابدا بالدين ايمانا
إذا شاع الفساد في القوم... ثقتك بنفسك قوة لهم نكرانا
قل انهيار فينا هدم مبادئا... وماتبقى سوى بعض بنيانا
الا مارحم ربى تربى على... قيم كما علمه اباه لا احيانا
صارخون في صمت وألم... لم ضاع منا سلوك الإنسانا ؟
ولم غاب احترام لكل كبير... لنا اوصى طه حبا وعرفانا
يعاتبنى قلمى على صفات... كتبتها ليست لمداده عنوانا
كيف بالجهل يحيا لا يعلم... فرقا بين برمهات ورمضانا
ينام ولا تنام سوء نواياه... اصم عن صوت الفجر اذانا
صارخا واحزناه على كل... من لا يعرف من أحمد ايمانا
وكم من عاقل أمام انهيار... بنى البشر متعجبا وحيرانا
سائلا في حيرة لم سلوكك... ضل اقوالك وعودا وإعلانا
أن لسانك لم يتأدب أقوالا... عشق الزور وعودا وبهتانا
فما سباب يشم رحيق جنة... فتب واسأل الغفار الغفرانا
قم توضأ للطهارة وقوفا... بين يدى غافر الذنب رحمانا
واقرأ القرآن لسورة القلم... حسن الخلق للحبيب عنوانا
واعلم أنه بمحجة اتى بها... ليتمم مكارق الاخلاق امعانا
فاذا اخذنا ماأتانا هديا منه... وتركنا مايغضبه عنه نهانا
فلا نعيب ابدا فينا انحطاطا... فمحمد للاخلاق تاجا برهانا
ولا نهجو ايامنا بغير ذنب... ونعشق اللحظات لذا الزمانا