بريطانيا تعرض على زعيم الأمة أكبر رشوة في التاريخ
نشرت مجلة المصور في أكتوبر عام 1954، خبرا بتوقيع رئيس التحرير يقول فيه: حينما صدرت الأحكام الإنجليزية بنفى سعد زغلول ورفاقه إلى جزيرة سيشيل، إلا أنه قبل السفر إلى سيشيل قضى المنفيون ليلتين داخل ثكنات الجيش البريطاني في جزيرة عدن، وهناك طلب سعد زغلول ورفاقه أن يسمح لهم بالتنزه في المدينة التي لم يزرها من قبل، إلا أن السلطات رفضت ذلك، وسمحوا له بالتنزه في حديقة المعسكر فقط.
وأضاف: "كان سعد زغلول يخرج كل صباح ومعه مكرم عبيد لأنه لم يعرف الإنجليزية التي يجيدها مكرم عبيد وذلك للتنزه بصحبة أحد الضباط الإنجليز، وفي الليلة الثانية طلب الضابط الإنجليزي من سعد أن يخرج إلى الحديقة وحده لمقابلته لأمر هام، وأصر سعد على اصطحاب عبيد إلا أن الضابط قال له سأحدثك بالفرنسية مصرا على الانفراد به".
وتابع: "كما نشر من شهادة مكرم عبيد أمام محكمة الثورة قال: سار الاثنان في حديقة المعسكر نصف ساعة عاد بعدها سعد يقول "لقد عرضوا علي أكبر رشوة في التاريخ وهي التاج أي الحكم، وأن سعد زغلول قال لمكرم: هذا المجنون لا يعرف سعد جيدا فظنني من هؤلاء المرتزقة الذين يبيعون أوطانهم لقاء عرض زائل وقال لي أنت زعيم عظيم ومحبوب فلماذا لا تكون سلطان البلاد، قلت له ولكن للبلد سلطان، فكان رده "إني أعرض عليك باسم إنجلترا أنها على استعداد أن تنصبك سلطانا على مصر بدلا من الملك فؤاد على أن تترك السياسة ومناوأة الإنجليز".
واختتم مقاله قائلا: حكى سعد زغلول لمكرم عبيد أنه قال للإنجليزي "هذه أكبر رشوة سمعت بها في التاريخ ولكن سعد لا يقبل أن يكون مطية ولا يقبل السلطنة لأنه يعتز بوطنيته ومكانته عند الشعب المصري.. وهو أقوى من مركز السلاطين.. ولن أترك السياسة حتى أحرر البلاد من استعماركم".