بالفيديو والصور.. 90 عاما على رحيل زعيم الأمة وضريحه بلا زوار
حلت اليوم الذكرى التسعون لرحيل زعيم الأمة سعد زغلول، وفيها زارت «فيتو» ضريح الزعيم الذي خلا من أي زوار، سوى أسرة "السيدة سوزان"، محامية، التي جاءت من طنطا؛ ليتظلموا من تصحيح امتحان الثانوية لابنتها في وزارة التربية والتعليم، وعندما شاهدوا الضريح سألوا عنه ليتفاجئوا بأنه ضريح سعد زغلول، فدخلوا قارئين الفاتحة للزعيم.
وولد سعد باشا زغلول في محافظة كفر الشيخ، بينما توجد تماثيله في أكبر ميادين مصر، فيقف الزعيم ناظرا للبحر في محطة الرمل بالإسكندرية، كما يقف خطيبا ناظرا للنيل في ميدان الأوبرا بالقاهرة.
وقبل أن يقول سعد كلمته الخالدة "مفيش فايدة" كانت له عبارات عديدة تدل على معاناته وكفاحه وعدم استسلامه، فهو صاحب المقولة الخالدة "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"، فهو قد عاش مناضلا ومات واقفا على قدميه دونما انحناء، إذ يذكر العقاد في مقالٍ له عن حياة سعد، فيقول أنه لما طلب الاحتلال الإنجليزي من الزعيم أن يسافر قريته ويبقى هناك معتزلا العمل السياسي، رد الزعيم عليهم كاتبا "سأبقى في مركزى مخلصا لواجبى وللقوة أن تفعل بنا ما تشاء أفرادا وجماعات".
نُفي سعد وعُرِضَ وكافح وانتصر، لم ينتصر حينما هتفت باسمه الجماهير ثائرةً أو عندما تولى الوزارة فحسب، أو عندما قامت من أجل عودته ثورة كان زعيمها وبطلها الغائب فحسب، بل انتصر أيضا بعد أن مات ودُفِن وعرف الكل قدره، وعلم الجميع أنهم اليوم، في الثالث والعشرين من أغسطس عام 1927 فقدوا قامة ورمزا تجمع المصريون عليه من كل حدبٍ وصوب، على اختلاف مللهم وأديانهم وأشكالهم.
ويوم أن مات الزعيم تغنت كوكب الشرق بكلمات الشاعر أحمد رامي أنشودتها المهداة إلى روح سعد الباقية، وتقول الأغنية «إن يغب عن مصر سعد.. فهو بالذكرى مقيم.. ينضب الماء..ويبقى بعده النبت الكريم.. خلدوه في الأماني.. واذكروه في الولاء.. واندبوه في الأغاني».
وفي بيت سعد، أو بيت الأمة كما يطلق عليه، وقفت كل الأشياء عن الحركة، فحتى نتيجة التقويم أبت أن تتطور، إذ بقيت على آخر يومٍ غيرها فيه الزعيم إلى الآن، وبعد مرور تسعون عاما على الرحيل لازال التقويم كما هو، وكل الأواني والنياشين والمفروشات والأثاث يقف باكيا عبر الزمن من كان يخطب هنا في الجماهير الهاتفة "سعد سعد يحيا سعد".
وفي هذه الساحة التي يقف فيها تمثاله مادا يديه، والذي لربما كان يُلهب بحماسته الجماهير التي تأتي طالبة منه العون على الصمود، تجد الزوار أتوا ولكن ليسوا طالبين الحماسة ولا راغبين الصمود، فكل ما يطلبونه هو الصور التذكارية "السيلفي" مع هذا التمثال؛ لينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي كاتبين بجانب هذه الصور "كما قال الزعيم.. مفيش فايدة".
أما في الجهة المقابلة لبيت الأمة، فيجلس "علاء"، حارس الضريح والذي يعمل هنا منذ شهرين، ويقول: "مفيش إقبال كبير على الضريح، معظم الناس اللي بيزوروا الضريح بييجوا يسألوا هو إيه ده؟ وبعدين يدخلوا فضول" فالمكان هادئ، والتصميم مميز، فكيف لهذا التصميم الفرعوني أن يوجد في منطقة كمنطقة السيدة زينب؟".
بعد أن مات سعد زغلول، دفن في مقابر الإمام الشافعي، وفي هذه الأثناء كان ضريحه يُجهز، واستمر هذا التجهيز لتسع سنوات كاملة، إذ إن السرايا كانت لا تزال على خلاف مع سعد، حتى بعد موته، فسعد كان فكرة أكثر من كونه رجلا، والأفكار لا تموت، وفي سعي صفية زغلول أو "أم المصريين" كما كان يطلق عليها في الانتهاء من ضريح سعد، كان الشكل المتفق عليه في كل الأضرحة أن يكون الضريح داخل مسجد أو كنيسة، حسبما يقتضي دين المتوفى، ولكن مريدوا سعد كانوا مصريين من الديانات كافة، فكان الاتفاق أن يكون الضريح مصريا فحسب؛ لذا حمل هذا الضريح الطابع الفرعوني في التصميم.