رئيس التحرير
عصام كامل

المستشفيات تتحول إلى ساحات قتال.. معارك متكررة بين أسر المرضى وأطقم التمريض..وخطط التأمين «وهمية».. وخبير أمني: الداخلية غير ملزمة بحماية المنشآت الطبية

فيتو

تخرج علينا من وقت للآخر، خطط تقدم كافة سبل الدعم والمساعدة للهيئة المسماة بـ"إدارة تأمين المستشفيات"، وهى تلك الإدارة التي أجمع كثيرون على أنها مجرد اسم فقط ليس أكثر، إذ أنها وهمية لا تقدم شيئًا حقيقيًا ملموسًا، الواقع أكبر دليل، بغياب الأمن والأمان داخل المستشفيات، بعدما تحولت لساحات معارك، تضيع فيها أرواح أبرياء، لا ذنب لهم إلا أنهم لجأوا لمستوصف طبي للعلاج.


توفي صباح اليوم والد مريض داخل مستشفى ههيا المركز خلال مشاجرة مع التمريض والأمن الإداري بالمستشفى.

بدأت الواقعة بتلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية إخطارا يفيد أنه أثناء توجه "السيد م ى" 56 سنة، موظف إداري بالتربية والتعليم، لمستشفي ههيا العام، بعد شعور نجله "عبد الستار" 21 عاما بضيق بالتنفس ودخل إلى قسم الاستقبال وتبين عدم تواجد طبيب بالقسم، فحدثت مشادة كلامية بينه وبين أحد الممرضين مطالبا بسرعة علاج نجله وتطورت المشادة إلى مشاجرة ولفظ الأول على إثرها أنفاسه الأخيرة وأفاد نجله أن ممرضا وعددا من الأمن الإدارى تعدوا عليه بالضرب.

روى أحمد محمد عبد الخالق مدرس وزوج نجلة المتوفي، الواقعة، وأكد أن ممرض بقسم الاستقبال بمستشفى ههيا العام، تعدى على والد زوجته بالشلوت بمكان حساس، مما تسبب في قيامه بشكل غير إرادي بالتبول، وسقط على الأرض وإتسخت ملابسه، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال.

اقرأ..5 مستشفيات صحة نفسية مهددة بالتوقف.


الدخيلة
وفي واقعة أخرى حدثت في يونيو من العام الماضي، لقي سائق مصرعه، في مشاجرة داخل مستشفى الوفاء بمنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، بين مرافقي مريض وعاملين، مارس من العام الماضي.

تشير تفاصيل الواقعة إلى نشوب مشاجرة داخل مستشفى الوفاء بمنطقة البيطاش بين "محمود.م.ع" 25 عاما، سائق، مصابا بجرح طعني بالصدر (توفي)، و"أحمد.ح.ر" 19 عاما، سائق، و"حسن.أ.ح" 24 عاما، سائق، و"أحمد.ح.م" 19 عاما، بائع، والطرف ثاني "توحيد.م.م" 30 عاما، و"ياسين.س.ع" 26 عاما، من عمال المستشفى.

وتبين من التحريات نشوب المشاجرة بسبب اعتراض الطرف الثاني على تواجد أفراد الطرف الأول داخل المستشفى لمرافقة أحد المرضى، وتعدى خلالها الخامس على الأول بسلاح أبيض "سكين" كانت بحيازته محدثا إصابته التي أودت بحياته.

شاهد.. مستشفيات القليوبية «جراجات» للتكاتك وسط تجاهل المسئولين


لا يمكن أن ينسي التاريخ، واقعة مستشفى ببا المركزي، واقتحامها من قبل أكثر من خمسة مسلحين، وتهديد العاملين به بعد إشهار الأسلحة الآلية في وجوههم، حتى تم إخلاء المستشفي على عروشه، وقاموا بتفريغ خزائن بنادقهم داخل جسد مريض مسجي على سرير بالاستقبال حتى فارق الحياة أخذا بالثأر‏.‏

البداية كانت، باشتباك "تامر مختار" ‏24‏ سنة يعمل بسوق السمك بمدينة ببا ببني سويف مع بائع آخر يدعي سيد رزق محمود‏ 40‏ سنة بسبب خطف الزبائن، وانهال الأول على الثاني بعدة ضربات بساطور حتى سقط صريعا وسط السوق، وفر هاربا فلاحقه أقرباء المجني عليه بإطلاق النيران، حتى أصيب أمام المسجد الكبير بوسط البلد، ونقل على الفور لمستشفي ببا حيا‏.‏

وبعد علم أقرباء المجني عليه بنقل الأهالي لتامر للمستشفي مصابا بطلق ناري لإسعافه من الإصابات، اقتحموا المستشفي وقتلوه، ولم تشهد عملية الاقتحام التي استغرقت قرابة ساعتين، أي مقاومة من رجال الأمن أو حرس المستشفي.‏

تابع..وزير الصحة: «إحنا مش بنبيع مستشفيات والحكومة مبتكدبش»


خطط التأمين

وعن خطط تأمين المستشفيات، يقول "محمد نور الدين" مساعد وزير الداخلية الأسبق، ترمي كل الوزارات أحمال تأمينها على وزارة الداخلية كما يحدث في السياحة، مشيرا إلى أنه سافر لمعظم دول العالم ولم يعثر على رجل شرطي يأمن مستشفى أو فندق سياحي، والطبيعي أن تستعين كل وزارة بشركة تأمين لحماية مؤسساتها، منوها الداخلية غير معنية الإ بتأمين السفارات والقنصليات والمنشأت الحيوية كمبني الإذاعة والتليفزيون، لأنهم يشكلون خطرًا على الأمن العام.


وتابع قائلا: يتهم الكثيرون الداخلية بالتقصير، وغياب دور نقاط الشرطة الموجودة داخل المستشفيات، ولكن الحقيقة التي يغفلها كثيرون أن نقاط الشرطة هذه ليس للتأمين، فمهمتها الأساسية سرعة استجواب المرضي ذو الحالات الحرجة قبل الوفاة، سواء في حادث طلق ناري أو حريق، أما اعتداءات المرضى وأسرهم على الأطباء بسبب التقصير، فالداخلية غير ملزمة بالوقوف على المستشفيات لحماية سرقة السرنجات أو الاعتداء المتبادل بين الأطباء والمرضي، موضحا رجال الداخلية لا يعملون بوابين، ولكنهم يهتمون بحماية أمن وسلامة المواطن.

واستكمل قائلا: ينبغي تأسيس إدارة تأمين لكل وزارة تقوم على تأمين المنشأة، ولا تتعدي مهمة الداخلية الانتقال للمستشفي في حالة حدوث جريمة واثباتها، لأن الداخلية لا تقوم بتأمين تقصير الأطباء في عملهم.
الجريدة الرسمية