المجرم الحقيقي في حادث قتل القسيس!
لا توجد قضية قتل واحدة في كل جرائم القتل منذ عرفت البشرية فكرة التحقيقات الجنائية إلا وسألوا القاتل المجرم عن الدافع من الجريمة.. فما الدافع من جرائم قتل رجال الدين؟ سواء الإسلامي أو المسيحي فالعناية الإلهية وحدها التي أنقذت الدكتور علي جمعة.. وقبل سنوات قتل أكبر وأهم رجال الدين في سوريا الشقيقة واحد المجددين الكبار وهو الشيخ محمد سعيد البوطي وهو يعلم الناس دينهم في المسجد.. بينما اختطف الشيخ محمد الذهبي في منتصف السبعينيات من وسط أسرته وزوجته وعذب وحشيًا ثم قتلوه بلا رحمة بالضرب بالرصاص في عينيه ثم تخلص الجناة من جثمانه الطاهر بوضعه فوق عربة خضراوات حتى اكتشف المارة الجريمة فأبلغوا الشرطة!
نعود ونسأل: ما الدافع وراء هذه الجرائم؟ في حالة رجال الدين المسيحي ستكون الاجابة هي التقرب إلى الله ودخول الجنة! وفي حالة رجال الدين الإسلامي ستكون الإجابة أن هؤلاء أعداء الدين يحاربون الله ورسوله وقتلهم يعني التقرب إلى الله ودخول الجنة!
ويروي الأستاذ ثروت الخرباوي تفاصيل المناظرة الشهيرة التي جرت بين الدكتور فرج فودة في مواجهة عدد من رموز التيار الإسلامي كان من بينهم المستشار المأمون الهضيبي المرشد السادس لجماعة الإخوان الذي قال حرفيا فيها: "كنا نتقرب إلى الله بأعمال الجهاز السري للجماعة"! أي أن القتل والتفجير والتدمير من أعمال التقرب إلى الله!
السؤال: من يعلم هؤلاء القتلة هذه الأفكار؟ من الذي قال لهم إن القتل يقرب إلى الله؟ وهذا على عكس ما قاله الله سبحانه تماما (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) لكن هناك من ينحرف بالتفاسير حتى يوجهها كما يريد ويستمر مسلسل الدم من هؤلاء؟ ومن الذي يقول للناس إن قتل غير المسلمين حلال؟ رغم أن الآيات واضحة (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) وكيف يحلل الإسلام الزواج منهم وتكوين أسر مشتركة ثم يأمر بقتلهم؟ وإن كانت الآيات منسوخة -أي توقف العمل بحكمها لنزول آيات أخرى تحمل أحكامًا جديدة طبقًا لفهمهم- فكيف عاش غير المسلمين مع المسلمين في عهود الخلفاء والتابعين وتابعي التابعين وكان وحي السماء قد انقطع وتوقفت الأحكام السماوية إلا أن كانوا طبقوا الإسلام الصحيح؟!
إن لم نبحث عن المحرضين الذين يسيئون لديننا ويستهدفون وحدتنا بالانحراف في تفسير آيات كتاب الله الحكيم ستستمر الجرائم.. سنكون كمن يملأ الزجاجات من الصنبور ليجف النهر.. ولن يجف.. ونحقق في جرائم قتل ونترك المحرضين يستكملون تحريضهم دون رادع.. ودون تدخل فعال وحاسم من الأزهر.. ولا من غير الأزهر!