الذكرى 34 لفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب
في مثل هذا اليوم 13 أكتوبر عام 1983 أعلن فوز عميد الرواية العربية نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب، وقالت اللجنة القائمة على الجائزة: "إن نجيب محفوظ أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير الذي تجاوز الخمسين عملا روائيا وقصصيا ترجم إلى معظم لغات العالم، بل تحول كثير منها إلى أعمال سينمائية".
وقد سافرت ابنتاه للإنابة عنه في تسلم الجائزة وسافر معهما أيضا الكاتب محمد سلماوي نيابة عن وزارة الثقافة لإلقاء كلمة نجيب محفوظ في الاحتفالية التي أقيمت في العاصمة استوكهولم التي وصفها النقاد بأنها بمثابة قطعة أدبية متميزة قدم فيها نجيب محفوظ نفسه إلى العالم قال فيها: أنا ابن حضارتين تزاوجتا في عصر من عصور التاريخ زواجا موفقا.. أولاهما عمرها 7 آلاف سنة هي الحضارة الفرعونية والثانية هي الحضارة الإسلامية، ولعلي لست في حاجة إلى التعريف بأي من الحضارتين لأحد منكم وأنتم من أهل الصفوة والعلم.
ولا يخفى على أحد الحضارة الفرعونية وإنجازاتها في مجال الفن والأدب ومعجزاتها العظيمة.. الأهرام وأبو الهول والكرنك، فمن لم يسعده الحظ بمشاهدة تلك الآثار فقد قرأ عنها وتأمل صورها.
أما عن الحضارة الإسلامية فلن أحدثكم عن دعوتها إلى إقامة وحدة بشرية في رحاب الخالق تنهض على الحرية والمساواة والتسامح، ولا عن فتوحاتها التي غرست آلاف المآذن الداعية للعبادة والخير والتقوى على امتداد الأرض، ولا عن المؤاخاة التي تحققت في حضنها بين الأديان والعناصر في تسامح لم تعرفه الإنسانية من قبل ولا من بعد.
قدر لي يا سادة أن أولد في حضن هاتين الحضارتين وأن أرضع لبنها وأتغذى على آدابها وفنونها، ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة، ومن وحي ذلك كله، وبالإضافة إلى شئوني الخاصة ندت عني كلمات أسعدها الحظ باستحقاق تقدير أكاديميتكم الموقرة فتوجت اجتهادي بجائزة نوبل.
فكل الشكر أقدمه لها باسمي وباسم البناة العظام الراحلين من مؤسسي الحضارتين.