اليونسكو وأصول اللعبة.. سينجح «مرشح التعهدات» !
في الثامن من نوفمبر عام 2013 قررت اليونسكو تجميد عضوية الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي، ووقف حقهما في التصويت، بسبب امتناعهما عن سداد مستحقاتهما في تمويل المنظمة!
الامتناع عن الاستمرار في دفع المستحقات جاء ردا على قرار اليونسكو منح فلسطين المحتلة عضوية كاملة بها عام 2011، وعلي مدار عامين عبرت أمريكا ومعها إسرائيل عن غضبهما بالامتناع عن التمويل مما أدى إلى قرار منعهما من التصويت!
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما جاء 2016 وقررت اليونسكو اعتبار القدس مدينة محتلة، وأقرت اسمها العربي وليس "جبل الهيكل" الاسم العبري لها.. وهنا انفجر الغضب اليهودي في كل أنحاء العالم ضد المنظمة التي أفسدت الهيمنة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفي هذه اللحظة تأكدت أمريكا أن لي ذراع المنظمة من خلال الامتناع عن تسديد نصيبها في التمويل، والذي يصل إلى 20% من إجمالي الميزانية لم يؤد إلى شيء، بل ألغت اليونسكو بسببه برنامجا خاصا بتعذيب اليهود على يد هتلر والنازية، ومن هنا تقرر التخطيط للهيمنة على المنظمة على أن يكون ذلك في أول انتخابات لها!
صحيح المجلس التنفيذي وافق أمس على قرارات جديدة تخص القدس لكنها، غالبا ما ترفع من لجنة التراث بالمنظمة، وحتى لجنة التراث تمر قرارات القدس من خلالها بصعوبة، فالقرار المشار إليه مثلا صدر بموافقة 10 أعضاء ورفض 2 وامتناع 8 وغياب واحد!
بالنظر إلى الدول أعضاء المجلس التنفيذي ستجد من بينها من يقيم علاقات قديمة مع إسرائيل، ومنهم من تمتد علاقته بإسرائيل إلى التعاون الأمني.. وهذا يبرز مدى قوة العلاقات مع دولة العدو، ومنها حماية حكام وأنظمة في دول فقيرة وصغيرة، وأغلب الدول الأخرى لها تشابكات في المصالح والعلاقات مع الولايات المتحدة، وبالتالي التأثير المباشر في التصويت إلى حد توجيهه وارد وممكن جدا، والوصول بالأصوات إلى حد التساوي بين قطر وفرنسا ليس بعيدا عن ذلك.. فهذه هي الطريقة الوحيدة لابتزاز كلا المرشحين للحصول على تعهدات بأن تتراجع المنظمة عن دعم الحقوق العربية في القدس، حيث تفوقت اليونسكو في ذلك دعما للعرب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي تصميم لينتهي هذا الصداع في رأس إسرائيل وأمريكا والمنظمات اليهودية!
قطر تحتاج التصدر لإجراء عملية غسيل السمعة وإبراء الذمة من تهمة الإرهاب، والمنظمات السرية التي تحكم العالم يهمها أن تكافئ قطر، وهو ما قلناه بعد دقيقة واحدة من إعلان نتيجة الجولة الأولى على "صدى البلد" مع الإعلامية البارزة عزة مصطفى، بعد ورود أخبار التصويت.. أما فرنسا فقد دفعت هي الأخرى ثمن دعمها لمشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، وخصوصا من برلمانها (الجمعية الوطنية) حتى أن السفير الإسرائيلي لدى باريس وقتها "يوسي جال" هدد علنا في 26 نوفمبر 2014 بأن فرنسا لن تستقر أن استمرت فرنسا في ذلك! وبعدها بأسابيع عانت فرنسا من موجات إرهابية عاتية بدأت بعملية جريدة شارل أبدو!
الآن.. من منهما أفضل لليهود ولإسرائيل؟ بالنسبة لقطر قد حققت ما أرادت للأسف حتى لو لم ينجح مرشحها، فقد سجل أنه ظل متقدما حتى الجولة الأخيرة، لكن سيتقرر ذلك إن اتفق وكلاء إسرائيل مع أي مرشح آخر.. وهو ما لا يمكن أن تقبله مصر بأي حال حتى لو كان الثمن مقعد اليونسكو، ولذلك ستكون مصر خارج هذه اللعبة، وليس أمام مرشحتنا إلا الفوز بعيدا عنها!
من أجل ذلك أقام سامح شكري معسكرا في باريس لدعم مشيرة خطاب ومعه وزير خارجية سابق هو السفير محمد العرابي، ومن أجل ما يجري سرا كانت الدهشة المعلنة.. لكن لم يكن الأمر مفاجئا إلا لمن لا يعرف أسرار اللعبة لكن كان الأمل المصري في اللعب على التناقضات الموجودة.. ولكن هل يكفي ذلك؟ تتبقي ساعات ونعرف!