رئيس التحرير
عصام كامل

منتخب قطر أولى بأبو تريكة!


كثيرون من غير "الإخوان" دافعوا عن أبو تريكة في بداية أزمة التحفظ على أمواله ظنا منهم أن بوقوفهم بجانبه ودعمهم له -كما فعلوا في قضايا أخرى - يكيدون للرئيس السيسي وكان شعارهم الانتهازي وقتها هو "عدو عدوي صديقي" ذلك بغض النظر منهم عن صحة التحريات أو دقة المعلومات ولا حتى ثقة برقابة القضاء على الأمر كله.. هم يحددون موقفهم فقط من أي قرار بناء على اتجاه القرار قربا أو بعدا من الدولة ومن الرئيس نفسه!


إلا أن أبو تريكة نفسه صفعهم جميعا عندما ترك مصر إلى قطر وكان الأمر يقتصر وقتها على شد وجذب بين البلدين وحملات إعلامية متبادلة إلا أن أبو تريكة صفعهم مرة أخرى عندما بعد قطع العلاقات ودخول العلاقة بين البلدين إلى نزاع إقليمي ودولي ما كان لشخص بمكانة أبو تريكة أن يستمر في العمل بمؤسسة قطرية شهيرة خصوصا أن آخرين عادوا وتركوا العمل فورا رغم المبالغ الكبيرة التي يحصلون عليها !

الدولة تعاملت مع ملف اللاعب بالقانون الذي لجأ إليه أبو تريكة نفسه ولم يكن من بين إجراءات الدولة أي مطالب بالقبض عليه أو انتظار وصوله ولم يصدر القضاء أي أمر بالضبط والإحضار أو ترقب وصوله إلا أن أبو تريكة نفسه تعامل مع الأزمة من جانبه كمذنب يتحسس رأسه ورفض العودة ولم نعرف ولا نعرف من أي شيء يخشي العودة!

وامس قاد الإخوان حملة عودة أبو تريكة للمنتخب وهم يدركون تمام الإدراك استحالة ذلك وأن اللاعب الذي تردد في العودة لـ"الوطن" لإثبات انتمائه أو تضامنه معه حتى أدبيا أو للتأكيد على حسن نيته في الأزمة كلها أو لتيقنه من براءته من أي تهم لن يعود ليمثل هذا الـ "وطن" بأي حال.. وإنما الحملة في الأصل كانت للانتقال بالمصريين من "حالة" الاحتفال بالفوز إلى "حالة" إحياء أزمة التحفظ على أموال اللاعب ومنها إلى التعاطف معه بشخصه ومنها إلى التشكيك في إجراءات التحفظ كلها، ومنها إلى إبقاء "حالة " أبو تريكة دافئة دون انتهائها كلية بظهور محمد صلاح كأمير قلوب جديد شن عليه الإخوان في المقابل حملة أخرى عكسية وسلبية بطبيعة الحال!

أبو تريكة الأفضل له اللعب لقطر.. وقطر يلعب لمنتخباتها كل العابرين في المحيط الهندي أو الخليج العربي وقرارات التجنيس هناك جاهزة.. أما مصر فلا ينول شرف اللعب لها إلا الحريص عليها وعلى مصالحها وعلى مصالح شعبها الداعم لقضاياها.. فعلا لا قول!
الجريدة الرسمية