رئيس التحرير
عصام كامل

تحية من القلب للكونغو


من غير المنطقى أن تسيطر علينا حالة من العنصرية قبل وأثناء وبعد مباراة مصر والكونغو.. قبل المباراة تحدثنا عن الفريق الضيف باستهانة وأثناء المباراة تحدثنا بكراهية لدرجة أن معلقا رياضيا لو حاسبوه على ما ذكره أثناء المباراة في وصف الفريق الضيف لتقرر محاكمته أمام محاكم العنصرية، أما بعد المباراة فإن غمرة الفرحة أنستنا أن نقول كلمة حق في فريق الكونغو الذي أذهلني شخصيا بأدائه الرائع.

أثبت فريق الكونغو آخر المجموعة أنه قادر على إحراج الفريق المصري أول المجموعة بعد أن أدى مباراة رائعة قدم نفسه فيها كمنافس قوي. وفريق الكونغو ذو إمكانيات مادية محدودة ومع ذلك فقد قدم مباراة رائعة ومدهشة وكاد أن يحقق أهدافا قومية على مستوى بلاده.

وميزة الفريق الكونغولي أنه تجاهل تماما قصة خروجه المؤكد من المونديال ولعب مباراة للشهرة كما نقول في العامية المصرية وأراد من خلالها أن يقول لشعبه أنه ليس كما يتصور البعض "فريق مالوش لازمة" وأثبت خلال المباراة وعلى مدار تسعين دقيقة أنه ند لفريق مصر الذي وفرنا له كافة الإمكانيات المعنوية والمادية ويزخر بعدد من اللاعبين المحترفين في أكبر أندية أوروبا.

لعب الكونغو مباراة العمر ووضع اسمه في سجل الكبار رغم خروجه من التصفيات وأدى وكأنه ينافس على كأس العالم.. مباراة بشرف وأمانة وصدق.. لم يتسلل إليهم اليأس ولم يلعبوا بإحباط ولم يأتوا إلى استاد برج العرب كمالة عدد واستطاعوا إحراج الفريق الأقوى في المجموعة وأدوا مباراة جماعية قالوا فيها كلمتهم وكانوا ندا قويا وعنيدا للمصريين.

بعد وصولنا إلى المونديال وجب علينا أن نشهد شهادة حق ونحيي هذا الفريق الصامد الذي نتوقع له نجاحا ساحقا في الفترات القادمة بعد أن أثبت أن معلوماتنا عنه لم تحسب حسابا للإرادة البشرية عندما تضع لنفسها هدفا حتى لو كان في مباراة لا تقدم ولا تؤخر في مستقبلهم القريب.. تحية إلى فريق لم يكن لديه ما يخسره فقرر أن يكسب احترام الجماهير المنصفة وبالطبع لسنا منهم!!
الجريدة الرسمية