الميادين مفتوحة والجماهير بالشوارع.. فأين أنت يا حازم؟!
انطلقت الجماهير إلى الشوارع بفعل الاندفاع الذاتي التلقائي لم يمنعها قانون ولم يقف في طريقها شرطي واحد.. ولم يكن من المنطق أن يمنعها القانون أو يقف في طريقها شرطي واحد.. ففي كل بلاد العالم توجد الظروف القهرية العابرة لأي قانون خصوصًا إن كان الأمر يرتبط بظرف عام وليس بمطالب فردية أو فئوية أو طائفية أو قبلية أو جهوية..
السؤال: ها هي الجماهير في الشارع بكامل قواها العقلية وبكل ما لديها من عنفوان.. أغلب الموجودين أمس للاحتفال بصعود المنتخب لكأس العالم هم من الشباب.. ومع ذلك لم يفكر فيهم أحد أن يوجه الاحتفالات إلى غضب.. ولم يفكر واحد فيهم أن تتحول الاحتفالات إلى اعتصامات من أي نوع ولم يفكر واحد منهم -حتى - إلى الهتاف ضد الرئيس ولا الحكومة ولا إبداء الاحتجاج على أي شيء حتى بلافتة واحدة والأهم: لم يخش واحد في السلطة أيضًا أن يتحول أي من ذلك إلى خروج على القانون أو استغلال المناسبة المهمة!
وبالأمس اتصل بنا مهنئا الأستاذ إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني السابق والكاتب المتخصص الآن في شئون الجماعة الإرهابية، وفجأة سألني: ها هم المصريون في الشوارع فأين حازم عبد العظيم الذي تحدى الرئيس أن يترك لهم الميادين؟ ونحن نتساءل مع أستاذنا المحترم ونقول وبالمعكوس: بل أين حازم نفسه والجماهير بالشوارع؟ لماذا لم تفكر بالنزول إليها ومخاطبتها يا دكتور؟ بل أين أنتم جميعا؟ أنت وأصحاب هذه المقولة وهذا التصور؟ هل لأن الظرف لا يسمح؟ وهل هناك ظرف أكثر من وجود الناس بالملايين بالشوارع؟ ألم يكن هذا المبتغى والمنى؟ ها هي الجماهير أمامكم ولن تحتاج إلا إلى منطق قوي كفيل بتحويل تظاهرة رياضية إلى أخرى سياسية!
الناس هم الناس الذين اشتكوا من غلاء الأسعار وتعويم الجنيه ورفع الدعم عن الطاقة وارتفاع فواتير الكهرباء.. لكن فيما يبدو أن شعبنا يصرخ ويئن لكنه يثق في الرئيس أكثر منكم.. ويصرخ ويئن لكنه قرر أن يصبر وينتظر ويتحمل.. وهذا معناه أن كل الإجراءات الاقتصادية التي تحفظت عليها الأغلبية أو حتى رفضتها.. أفضل لديها منكم! هل تتخيل؟! يجب أن تتخيل!!
وأخيرًا.. خالص التهاني لمصر ولشعبها ولكل الشعب العربي بالوصول إلى نهائيات كأس العالم.. رائع أن نحدد أهدافنا وننجزها.. مهما كان الثمن!