رئيس التحرير
عصام كامل

والنتيجة.. خسرا رصيديهما!


فداحة الوضع الذي تحياه صحافتنا كلها -قومية وخاصة- هذه الأيام يفسر لنا ذلك سر الفشل الذريع الذي مُني به إعلامنا عامة، وصحافتنا على وجه الخصوص، في تعامله مع الأوضاع الاقتصادية المعقدة محليًا ودوليًا، في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا، فلا هو واكب ما يجري في الخارج على المسرح الدولي من ترتيبات وصراعات ما بعد الربيع العربي، وكيف صارت الدول العربية نهبًا وأرضًا لصراع القوى من الغرب والشرق..


وكيف يجري تهيئة المجال لتقسيم دولنا، وتفتيت وحدة شعوبنا لحساب أطراف بعينها، ورغم ذلك كله عجز إعلامنا عن مواكبة نبض الشارع وقضاياه وهمومه وحياته اليومية، ولم ينجح في رسم صورة واقعية للمستقبل وسيناريوهاته واحتمالاته، ليأخذ بأيدي الناس إلى الطريق الصحيح، ولا هو ناصر الدولة وشدّ من أزرها في معركة الإرهاب، بل تخلى عن موضوعيته والتزامه بقضايا وطنه وأمته، وسقط فريسة سهلة في أيدي أصحاب الأموال والنفوذ، ففقد الصدق والحياد في تناول وتغطية الأحداث والقضايا العامة. وللأسف تلون بعض صحفيينا وإعلاميينا، وانقلبوا من النقيض للنقيض من مدح نظام مبارك وتأييده إلى الهجوم عليه وممالأة الإخوان ومغازلة الثورة ونفاق الثوار..

وهكذا تبدلت مواقف البعض ممن يتخذون الإعلام والصحافة مطية لأغراض سياسية ومصالح خاصة، والأدهى أن بعض هؤلاء الآكلين على كل الموائد تقمصوا شخصية "الثائر" فهاجموا كل رمز، وتطاولوا على كل قيمة، ونهشوا الأعراض وشوهوا السمعة واغتالوا البراءة، وأمام هذه التحولات البهلوانية فقد جمهور الإعلام والصحافة ثقته فيهما، فخسرا رصيديهما، وباتا في خطر كبير.
الجريدة الرسمية