رئيس التحرير
عصام كامل

افتتاح الماسة والعقول المحتاسة!


قالوا: كيف تحملون ميزانية الدولة تكلفة مشروع كبير ومكلف مثل العاصمة الجديدة؟ ردوا: يعني انت عارف أنه مشروع كبير أهو! طيب على كل حال لن تتكلف الدولة يا سيدي جنيها واحدا من ميزانيتها.. العاصمة الجديدة ستمول نفسها من مشاريعها.. من عائد بيع الأراضي التي ستتم وعائد عقود بيع الوحدات السكنية والفيلات وكلها محجوزة وبعدد يزيد على المعروض!


بعد فترة تجد نفس السائلين بنفس الرطانة يسألون السؤال نفسه وكأنهم لم يسمعوا شيئًا ولم يعرفوا شيئًا لكنه الغرض الذي هو مرض.. لكن المدهش أن تجدهم يسألون السؤال الآتي: كيف تصل أسعار الأراضي في العاصمة الجديدة إلى هذه الأسعار الخيالية؟ ومن سيشتريها إذن أم أنها مرسومة لمستثمرين عرب وإماراتيين تحديدا؟!

يا سلام؟؟!!
يعني هي الأراضي ثمنها مرتفع أم أننا من أين سنأتي بالأموال لتنفيذ العاصمة؟ ما تستقروا على رأي! ومع ذلك لم يكن ذلك هو المدهش وحده.. إذ أنه بعد فترة تحول السؤال إلى الآتي: آآآه.. ده رجال الأعمال كلهم هناك.. وعلشان كده بقى أفرجوا عن هشام طلعت مصطفى!!

يا سلام!!
يعني هما رجال أعمال إماراتيين وعرب أم هم مصريون وهشام مصطفى؟! وهكذا.. سننتقل معهم من نقطة إلى أخرى.. إذ بالفعل لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. انتقلوا للهجوم الكاسح بسبب افتتاح الفندق وكان ملخص كلامهم هو: "الفلوس دي مش كانوا بنوا بيها مصانع أفضل؟" و"مش كان الأفضل بناء مدارس" و"إزاي فقراء وبنبني فندق بهذا التكلفة؟". 

وهؤلاء إن فكرناهم بأن المشروع يمول نفسه بنفسه عادوا سيرتهم الأولى وفقدوا الذاكرة.. ولذلك ليس أمامنا إلا أن نسألهم وبكل معطيات وعلامات الدهشة: لو نفترض أن مستثمرًا جاء لبحث الاستثمار في العاصمة الجديدة.. هل سيحجز في مدرسة؟ يعني ممكن يحجز فصل مثلا للإقامة فيه؟ بالمنافع يعني؟ وإن جاء وفد من إحدى الشركات لمتابعة مشروع شركتهم والوفد مكون من مهندسين ومحاسبين وأعضاء مجلس الإدارة أو أصحاب الشركة.. هل سيقيمون في مصنع مثلا؟ هل ممكن يحجزون جميعًا أحد العنابر؟ وبالمنافع أيضًا؟ ثم بناء مدرسة لمن؟ هو في حد هناك أصلا؟ وإن كان هؤلاء يقصدون بناء المدرسة أو المصنع هنا داخل القاهرة وبعيدًا عن العاصمة الجديدة فمتى سنبنيها إذن؟ إن تأخر البناء سخرتم ولا تتوقف ألسنتكم.. وإن سارعنا بالبناء.. سخرتم أيضًا ولم تتوقف ألسنتكم!!

وإن افتتحنا مشروعات العاصمة بلا ضجيج سيقولون بداية فاشلة وإن افتتحت بضجة إعلامية كبرى قالوا بداية مكلفة ولا نعرف مشروعا ناجحا في العالم إلا وتم الإنفاق على الدعاية له وإبلاغ الدنيا كلها أن المدينة جاهزة لاستقبال الضيوف والمستثمرين وكل من يفكرون في العمل بها!

المدهش أن أغلب هؤلاء هم ممن شنوا قبل أشهر أسوأ حملة على المشروع وكذبوا وقالوا إنه فشل ولن يتم وإن الشركة الإماراتية انسحبت! والشركة الصينية تراجعت! إلى آخر الشائعات البغيضة المقرفة.. ومع ذلك مقدمًا نقول إنهم لن يتوقفوا.. لأن المشروع وكل المشروعات الأخرى تسبب لهم "أرتكاريا" جلدية حادة أقرب إلى "الجرب" تحول المشهد كله إلى مقاطع ساخرة جدًا تقترب جدًا من مشاهد المجانين مع إسماعيل يس! شفانا الله وإياكم وسائر قراء "فيتو"!
الجريدة الرسمية