رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات أسر مصريين في السجون الإسرائيلية.. «فوزي» تعرض للتعذيب 4 سنوات ورفض الإدلاء بأي معلومات.. «حسن» حكم عليه بالسجن 149 عاما مع الشغل.. و«إبراهيم» يفتح جرحه بنفسه ويست

فيتو

معاناة لا تصفها كلمات، لرجال أرادوا إعلاء قيمة مصر وتحريرها من الاستعمار، ذاقوا مرارة التعذيب والإهانة في السجون الإسرائيلية ورغم ذلك رفضوا الإدلاء بأي معلومات عن الأسرار المصرية، وفيما يلي سرد لحكايات من أسرى مصريين داخل السجون الإسرائيلية:


فوزي
ومن ضمن هذه البطولات تأتي قصة الجندي المقاتل فوزي عبد السلام يوسف، الذي يبلغ من العمر الآن 72 سنة، ابن قرية شها التابعة لمركز المنصورة الذي تم القبض عليه ومعه 11 جنديا آخرين أثناء تنفيذ إحدى العمليات في حرب الاستنزاف، وتم أسره في إسرائيل لمدة 4 سنوات كاملة.

ويروي الحاج فوزي تفاصيل تجنيده وأسره في إسرائيل، قائلا: "أنا كنت مجند في عام 1967 في إحدى كتائب الصاعقة، واستمريت في التدريبات في الصاعقة لمدة عامين ونصف العام، وتم تكليف الكتيبة التي كنت بها بأن تكون نقطة استطلاع متقدمة في جزيرة شدوان نظرا للغارات المستمرة للعدو الإسرائيلي على منطقة البحر الأحمر بداية من الزعفران إلى سفاجا.

وأضاف: "وبعد عمل استطلاعات في جنوب سيناء في رأس محمد اكتشف العدو الإسرائيلي وجود نقطة استطلاع في جزيرة شدوان، فقام العدو بعمل غارة جوية عليها في 22 يناير سنة 1970، ولم نتمكن من التعامل مع الطائرات الإسرائيلية، بلغنا قائد الكتيبة وأبلغنا بوصول طائرات مصرية من أجل التعامل مع الطائرات الإسرائيلية".

وتابع: "في هذا التوقيت كان يوجد 11 فردا مصابا وأنا منهم وتوفي العديد من الجنود، وقبل وصول الطائرات المصرية بوقت قليل قامت طائرة هليكوبتر إسرائيلية بالنزول إلى المكان المتواجدين به وقاموا بحملنا إلى رأس محمد، وتم نقلنا إلى إدارة المخابرات الإسرائيلية بتل أبيب وأعلن العدو وقتها عن أسر 11 جنديا وأنا من بينهم.

وقامت المخابرات الإسرائيلية بالتحقيق مع المجند فوزي ومن معه لمدة أسبوع كامل، واستجوابهم لمعرفة معلومات عن عدد من الكتائب بالجيش المصري، وتعرضوا لجميع أنواع التعذيب، تنهش الكلاب البوليسية أجسادهم، وإيقاظه في البرد بإدلاء المياه الباردة عليهم، رغم ذلك تحملوا ولم يدلهم على بأي معلومات.

تابع..حكاية بطل في حرب الاستنزاف أسر في إسرائيل لمدة 4 سنوات


حسن علي
أحد أبطال حرب الاستنزاف أيضا الشيخ "حسن علي أبو خلف"، صاحب المواجهة الشهيرة مع إسرائيل أثناء محاكمته، عندما قال للقاضي وهل حصل الجيش الإسرائيلي على إذن قبل عبور قناة السويس وتدمير مدرسة بحر البقر على رءوس الأطفال؟ ونال على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته ضمن تبادل الأسرى عام ١٩٧٤، وكان محكومًا عليه في إسرائيل بالسجن ١٤٩ عامًا بعد اتهامه بقتل النساء والأطفال الإسرائيليين وعبور قناة السويس دون إذن مسبق.

المسن السيناوي هو شيخ مجاهدي سيناء، لفت انتباه الجميع في يونيو 2015، أثناء تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي إفطار رمضان مع شيوخ وقبائل سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح، ولاحظ الحاضرون أن الرجل المسن الذي تخطى السبعين من العمر يحظى بترحاب شديد من الرئيس وهو ما أثار فضولهم لمعرفة شخصية هذا الرجل ولماذا يحظى بكل هذا الترحاب والحميمية والود من الرئيس؟

وجهت المحاكم الإسرائيلية لأبو خلف ثلاث تهم الأولى حيازة كمية من الصواريخ وصدر فيها حكم عليه بالسجن بـ99 عاما مع الشغل، والثانية التدريب على السلاح وصدره ضده حكم فيها بالسجن 25 عاما، والثالثة عبور القناة بدون إذن مسبق، وقضت المحكمة بحبسه فيها بـ25 عاما مع الشغل وكان مجموع العقوبات 149 عاما مع الشغل.

ظل "أبو خلف" معتقلا في سجون إسرائيل لمدة 4 سنوات حتى تم الإفراج عنه في 4 مارس 1974 في صفقة تبادل مع الجاسوس الإسرائيلي "باروخ كوهين" ومنذ عودته لم يفارق أرض سيناء وما زال يقيم فيها وسط أسرته وأفراد عائلته وقبيلته بقرية الجورة.

اقرأ أيضا..إسرائيل تفرج عن أقدم أسير مصري بعد 13 عاما


إبراهيم السيد
إبراهيم السيد سليم، 71 سنة، من منطقة المساكن التابعة لبولاق الدكرور والقريبة من شارع فيصل بالجيزة، مجندًا بسلاح التموين والنقل وكنت ملحقًا باللواء العاشر مشاة، بمنطقة القسيمة المتاخمة لصحراء النقب، وفي ليلة 5 يونيو 67 تم تكليفه بالتوجه إلى مخازن العريش لتسلم مواتير وقطع غيار سيارات، وبعد وصوله بدقائق لاحظ انتشارًا كثيفًا لطائرات حربية في السماء، وأثناء العودة تعرضت السيارة إلى إطلاق نار كثيف من الطائرات الإسرائيلية، حتى وصل إلى مفارق طريق الحسنة - القسيمة».

يقول الأسير السابق «ومع وصول دقات الساعة الرابعة والنصف مساء، رأينا «كول» من المدرعات الإسرائيلية يسير نحو مدينة العريش، وأطلقوا قذيفة على السيارة واستشهد السائق على الفور وأصيب جندي آخر، وزحفنا على الرمال حتى لا يرانا الأعداء، ومر الكول وترك كمين لم يكف عن إطلاق النيران طوال الليل بعشوائية غريبة، وفي يوم 6 يونيو توجهت أنا واثنان من الزملاء إلى تبة مرتفعة وحفرنا خندقًا نختبئ فيه حتى يحل الظلام، لكن بعد أذان الظهر اقتربت منا دبابة إسرائيلية، وألقت القبض علينا.

وأكمل حديثه: «في صباح اليوم التالي أخذنا إلى مطار العريش الذي احتلته إسرائيل، وفي 7 يونيو ومع أول ضوء من النهار تم إعدام بعض الجنود المصريين بعد حفر براميل في الرمال ودفنهم فيها، كنا نحفر قبورنا بأيدينا، وفي نحو الساعة التاسعة صباحًا أحضروا سيارات نقل كثيرة لنقل الأسرى إلى بئر سبع، وتم تحميل كل سيارة بـ50 أسيرًا، قتل الكثير منا داخل السيارة، أطلق أحدهما رصاصة على رأسي لكنها أخطأت الهدف وأصابت يدي التي كنت أضعها على رأسي، بينما قتلت الرصاصة الزميل الذي كان يجلس أمامي، ولم أتنفس بعد ضربي بالرصاص لأني كنت قد شاهدتهم وهم يغربلون أحد زملائنا بالرصاص عندما صرخ من إطلاق الرصاص عليه، ثم أخذوني بعد ذلك للسجن.

وتابع قائلا: السجن كان قريب من أحد المسطحات المائية وكان برد جدًا في شهور الخريف، لأن السقف كان مبنى على أعمدة ومفتوح من الجنب، في الوقت ده كنت تعبان جدًا، وفضلت بجرحي طوال فترة الأسر، كنت بافتح الجرح بنفسي وهو معبي صديد وأنضفه، وكنت بطلع عضم مكسور من صباعي زي ما الواحد بيطلع الشوك من السمك وفضلت على الحال ده لحد ما رجعت مصر».
الجريدة الرسمية