رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكاية بطل في حرب الاستنزاف أسر في إسرائيل لمدة 4 سنوات

فيتو

غارات من العدو الإسرائيلى، تطلق من طائرتهم على جنود بواسل يضحون بأرواحهم من أجل وطنهم، يخرجون بأعداد صغيرة لتنفيذ مهمات فدائية، لم يفكرون في العودة إلا بعد النصر، وأن يصنعون من أيديهم سلاح متطور ومن أقدامهم دبابات يسيرون بها في الصحراء، وبتفكيرهم وتنفيذهم لخطط بجدارة؛ استطاعوا هزيمة العدو في ظل قوته وبأقل الإمكانات.


أبطال تمكنوا من إعطاء العدو الإسرائيلى أثناء احتلاله لسيناء دروسا لن ينسوها، كان العدو يتعجبون من شباب من الممكن أن يضحى بنفسة من أجل بلدة وعلموا مدى قوة رجال القوات المسلحة المصرية خاصة سلاح الصاعقة، أثناء حرب الاستنزاف التي لها عدد كبير من البطولات الخالدة تكتب لمدى مئات السنين في التاريخ.

ومن ضمن هذه البطولات تأتي قصة الجندي المقاتل فوزى عبد السلام يوسف الذي يبلغ من العمر الآن 72 سنة، ابن قرية شها التابعة لمركز المنصورة الذي تم القبض عليه ومعه 11 جنديا آخرين أثناء تنفيذ أحد العمليات في حرب الاستنزاف من قبل العدو وأسره في إسرائيل لمدة 4 سنوات كاملة.

"فيتو" انتقلت إلى مسقط رأس البطل، الذي تم أسره في إسرائيل لمدة 4 سنوات كاملة، وقامت المخابرات الإسرائيلية باستجوابه من أجل معرفة معلومات عن عدد من الكتائب بالجيش المصرى، وبالرغم من تعرضه لعدد كبير من أنواع التعذيب، تحمل ولم يدلهم على معلومات.

ويروى الحاج فوزى تفاصيل تجنيده وأسره في إسرائيل، قائلا: "أنا كنت مجند في عام 1967 في أحد كتائب الصاعقة، واستمريت في التدريبات في الصاعقة لمدة عامين ونصف وتم تكليف الكتيبة التي كنت بها أنها تكون نقطة استطلاع متقدمة في جزيرة شدوان نظرا للغارات المستمرة للعدو الإسرائيلى على منطقة البحر الأحمر بداية من الزعفران إلى سفاجا فكان لابد من وجود نقطة استطلاع متقدمة بجزيرة شدوان وكنت أحد الأفراد في هذه النقطة".

وأضاف: "وبعد عمل استطلاعات في جنوب سيناء في رأس محمد اكتشف العدو الإسرائيلى وجود نقطة استطلاع في جزيرة شدوان فقام العدو بعمل غارة جوية عليها في 22 يناير سنة 1970، ولم نتمكن من التعامل مع الطائرات الإسرائيلية، بلغنا قائد الكتيبة وأبلغنا بوصول طائرات مصرية من أجل التعامل مع الطائرات الإسرائيلية".

وتابع: "في هذا التوقيت كان يوجد 11 فردا مصابا وأنا منهم وتوفى العديد من الجنود وقبل وصول الطائرات المصرية بوقت قليل قامت طائرة هيلكوبتر إسرائيلة بالنزول إلى المكان المتواجدين به وقاموا بحملنا إلى رأس محمد وتم نقلنا إلى إدارة المخابرات الإسرائيلية بتل أبيب وأعلن العدو وقتها عن أسر 11 جندى بعد علمهم أسمائنا".

وأضاف:" قامت المخابرات الإسرائيلية بالتحقيق معنا لمدة أسبوع كامل وتعرضنا إلى جميع أنواع التعذيب كانوا يريدون معرفة التدريبات التي كنا نتدرب عليها وقتها وأنواع الأسلحة ولكننا رفضنا ذلك بالرغم من التعذيب لافتا أن الجنود الإسرائيلة كانت تنظر إلينا كأننا بشر من كوكب آخر بعد علمهم أننا من قوات الصاعقة المصرية نظرا لما كانوا يسمعون به عن بطولاتهم الدائمة وشجاعتهم في القتال في الحرب".

وتابع: "مرت الأيام كثيرة في تعذيبنا بنهش الكلاب البولسية أجسادنا وإيقاذنا في البرد ويقوموا بإدلاء المياه الباردة علينا وكان الصليب الأحمر يأتى إلينا نظرا للاتفاقية وقمنا بالشكوى له بعدم توفير أماكن أدميه لنا وتم نقلنا إلى مكان آخر به سرير وحيد ولكن تم حجز كل منا في مكان بمفرده واستمرت هذه الفترة لمدة 4 سنوات".

وأكد على أن حرب أكتوبر عام 1973 كانت بسبب رئيسى وهي عودة أرض الوطن مرة أخرى أثناء تبادل أسري الحرب قائلا:" مكنتش متخيل أن هرجع تانى لوطنى 4 سنين مرت من عمرى في السجن ولكن قرائتى للقرآن الكريم دائمًا كانت هي الحافز لى ولكن في يوم الساعة الرابعة فجرا دق الباب وقال لنا أحد الجنود الإسرائيلية أجهزوا لانكم هترجعوا مصر لم نصدق ما سمعناه ولكن كنا نعلم عن مفاوضات اتفاقية تبادل الأسرى وتم نقلنا بطائرة إلى معسكر دهشور وإستقبلنا أحد اللواءات استقبال الأبطال في عام 1974.

وأوضح أن العدو الإسرائيلى كان يخشى الرئيس السابق جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وكانوا ينتظرون خطاباتهما دائما وكنا نستمع لهما أثناء أسرنا.

وعن أمنيات الحاج فوزى قال: "لا يوجد لى أي طلبات سوى شيء صغير من وزير الداخلية هو أنى أصبت بعجز في عينى وأصبحت أعمى البصر ولدى نجلى يعمل أمين شرطة في منطقة شبرا منذ 13 عاما وطالبنا مرارا وتكرارا بنقله إلى محافظة الدقهلية ولكن لم يستجب أحد لذلك قائلا: "أنا عاوز ابنى يبقى جنبى في الدقهلية عشان ياخد باله منى لأنه سندى وكل شىء لدى".

الجريدة الرسمية