الشرقاوي: لا يوجد في قاموس الصاعقة معنى للخوف شعارنا النصر أو الشهادة
من أهم الأسلحة التي مهدت الطريق للنصر في حرب أكتوبر هي قوات الصاعقة التي جعلت جنود الأعداء يتبولون لا إراديا عندما يسمعون طلقة رصاصة في سيناء قبل العبور هؤلاء الأشباح الذين لم يكن الخوف في قاموسهم، ومن هؤلاء الأبطال اللواء البطل معتز الشرقاوي أحد أبطال الصاعقة بحرب أكتوبر الذي روى لنا ذكريات هذا اليوم العظيم قائلا: "إنني عبرت إلى عمق سيناء أكثر من 9 مرات خلف خطوط العدو قبل حرب أكتوبر أثناء حرب الاستنزاف، وذلك للقيام بمهام حربية قتالية واشتباك مباشر مع العدو الإسرائيلي".
وأضاف "الشرقاوي" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، "بمناسبة مرور 44 عاما على حرب أكتوبر فإن أبرز العمليات كانت الإغارة نهارا على "لسان بور توفيق" وتدمير "النقطة الحصينة به قمنا بالإغارة على الموقع نهارًا، بتشكيل يتكون من 140 فردًا بالزوارق المجهزة بالمواتير، وهذا يمثل تحديا لقوات العدو بعد أيام قليلة من نكسة يونيو 67، وكانت النقطة الحصينة هدف لأنها كانت موقع إطلاق للنيران ضد السويس والإغارة نهارا كانت بهدف تحقيق عنصر المواجهة والاشتباك المباشر وكان ذلك في الساعة الخامسة بعد الظهر».
وتابع، "استطعنا أن ندمر للعدو خمس دبابات ونسفنا ملجأ به ما لا يقل عن 25 فردا تم تدميره تماما وتحولت جثث اليهود إلى أشلاء متناثرة، وفي نهاية المعركة لوحظ حركة غير طبيعية في أحد جوانب الملجأ حيث كان إسرائيلي يعمل حكمدارا لطاقم دبابة من الدبابات التي دمرها وعدنا به أسيرا إلى غرب القناة".
وكشف الشرقاوي،" أن أهم مهمة خلال هذه الفترة عندما وردت معلومات للقيادة تؤكد أن هناك زيارة للضفة الشرقية لقناة السويس، لمسئول إسرائيلي كبير في الجيش وهو قائد القطاع الجنوبي الجنرال «جافيتش»، وقمت مع مجموعة قتالية بعمل كمين نهاري لقتل قائد القطاع الجنوبي في الجيش الإسرائيلي أثناء زيارته للمواقع الإسرائيلية في أصعب وأكبر عملية صاعقة في قلب سيناء من حيث الصعوبة والهدف منها واضطررنا للعبور في منتصف الليل يوم 15 و16 ديسمبر 1969 مع تسعة من زملائي بمركبين إلى الشط الشرقي، ومنها انطلقنا سيرا على الأقدام في الجبال حتى لا يرصدنا أي شخص وقمنا بعمل كمين على الطريق الذي سيسير عليه القائد الإسرائيلي، وقمنا بذرع المتفجرات يمينا ويسارا، وبعدما مرت السيارة "الجيب" الخاصة به بدأ التعامل بعد الانفجار بالأسلحة وتم التعامل مع القائد والاثنين الحُراس والسائق وبعد التأكد من قتل الجنرال، ذهبت لأخذ الشارة والرتبة والمحفظة الشخصية وحقيبة الوثائق الخاصة به، وبدأت المدفعية المصرية تطلق النيران على الموقع لتعطي انطباعًا بأن الانفجار ناتج عن قصف مدفعي وليس عملية قتالية حتى لا يشتبكون معنا، لكن الوقت لم يسعفنا وبدأنا بالانسحاب جريا على الأقدام وعدنا في أقل من نصف ساعة ليبدأ الطيران في التعامل مع الموقف بعدما وصلوا إلى الضفة الغربية.