بطل من رجال أكتوبر يروي تفاصيل معركة النصر: صومنا خلال الحرب فتح شهيتنا للقتال.. خضعت 6 أشهر لتدريب شاق.. نظرية التجريف أزالت الساتر الترابي.. وأعجزنا قوات العدو عن اختراق موقعنا
سجّل أبطال الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 أروع أمثلة التضحيات والفداء، بعدما تحول الاستشهاد في معركة الكرامة إلى حلم لكل جندي مصري خاض تلك الحرب، وفي الذكرى 44 للنصر، يروي «الرقيب إبراهيم عبد العال الملقب بحكمدار طاقم صواريخ فهد بالفرقة 16 مشاة ك35 مالونيكا» لـ«فيتو»، ذكريات المجد قائلا: التحقت بالجيش عام 69 ضمن أفراد قوات المدفعية صواريخ فهد مالونيكا المضادة للدبابات وبعد تدريبي تدريبا شاقا لمدة 6 أشهر تمت ترقيتي من عريف إلى رقيب، كان دوري تأمين السرية وحماية قيادة جسر شط القناة علاوة على سلامة عبور قواتنا من الغرب إلى الشرق.
اليوم الأول
ويقول «عبد العال»: «اليوم الأول للقتال كان أهم وأخطر أيام المعركة، فشهدنا فرصة طال انتظارها وعبرت قواتنا قناة السويس»، ويروي: «كانت قواتنا في حالة طوارئ بمستوى جاهزيتها وقبيل الساعة الثانية بعد الظهر صدرت الأوامر لتشكيلات من قاذفاتنا المقاتلة بمهاجمة مطارات العدو في سيناء وضربها، وكان لابد من ضرب تلك المطارات في وقت واحد وهو ماحدث بالفعل، وغارت التشكيلات الجوية على مطارات العدو في سيناء».
دقة الخطة
وعن خطة الحرب قال «عبد العال»: «كان لدقة خطة ضرب قواعد العدو في سيناء ودقة توقيتها أثره في تحقيق المفاجأة، وكان هناك أكثر من 2000 مدفع مصري يطلق قذائفه من الضفة الغربية للقناة على العدو الإسرائيلي في سيناء، وكنت واحدًا من مجموعة تلقت تدريبًا شاقًا على استخدام الصاروخ فهد فنجحت في تدمير دبابتين في اليوم الأول ثم 12 دبابة في يوم 8 أكتوبر».
تحدي الصوم
وتابع: «أن عدد دبابات العدو التي دمرتها أثناء معركة 73 دبابة وعربيتين مصفحتين بعمليات لم تستغرق الواحدة منها سوى نصف ساعة»، مشيرًا إلى صعوبة عبور المانع المائي حيث الساتر الترابي والرمال غير ثابتة، بالتزامن مع شهر رمضان، مما مثل تحديًا لأبطال أكتوبر وفتح شهيتهم للقتال لاستعادة الكرامة والعرض والشرف والأرض من العدو الصهيوني.
واستكمل: «الضباط دربونا على مستوى أعلى من مستوى الخبراء الروس بعد رحيلهم، إلا أننا واجهنا 6 عقبات ضخمة لتحقيق العبور، وتم التغلب عليها منها، أن عبور قناة السويس بكامل الأسلحة والعتاد وفي وجه مقاومة من عدو على الضفة الشرقية كان يعتبر مشكلة ضخمة بل عملية مستحيلة».
الساتر الترابي
وكشف عبد العال عن مشكلة أخرى تمثلت في «كيفية إزالة الساتر الترابي الذي أقامه العدو على الضفة الشرقية لوضع المعديات والكباري على القناة ولحل هذه المشكله اقترح أحد المهندسين الشبان نظرية التجريف وتعني «استخدام المياه المندفعة تحت ضغط عال في إزالة هذه الرمال وتمكن المهندسين العسكريين من شق 60 ثغرة في الساتر الترابي، وأقاموا 10 كباري على ما يقرب من 50 معدية عبر القناة».
شل تقدم العدو
وواصل البطل المصري الحاصل على وسام الجمهورية: «نجحنا في وقف تقدم لواء مدرع بالكامل باستخدام صاروخ فهد الذي نتحكم فيه لإصابة أهداف العدو واستمرت المعركة أكثر من 14 ساعة، ودمرنا خلالها 27 دبابة، وكانت تسمى معركة المزرعة الصينية ويرجع ذلك إلى أن القوات الإسرائيلية ركزت نيرانها تجاه تلك المنطقة لدرجة أنها شهدت حجمًا من النيران من حيث الكثافة والتركيز والأنواع والزمن لم تشهده أي معركة من قبل وبدأ الهجوم الاسرائيلي على موقع الكتيبة من يوم 14 أكتوبر في محاولة للاختراق والوصول للقناة».
وفي النهاية ذكر لنا عبد العال، الأسماء التي شاركته ملحمة النصر العظيمة التي قام بها أبطالنا في مواجهة العدو الصهيوني؛ لاسترداد الكرامة والعزة والنصر منها، قائد الفرقة 16 مشاة العميد عبد رب النبي حافظ، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة.