رئيس التحرير
عصام كامل

«شغل الموظفين» يتلاعب بحديقة الأسماك... الآثار تعطل طلب الزراعة لتحديث البحيرة الوسطى.. تهديدات بتحرير محاضر ضد أي أعمال تطوير في الحديقة.. والبنا غاضب من التجاهل

فيتو

في مصر يصبح أي عمل ناجح أو محاولة للإنجاز على المحك إذا وقعت بين دواليب الحكومة وحبست داخل المخاطبات والأوراق المختومة بختم النسر، فبذلك قد حصلت على شهادة اعتماد بالموت إكلينيكيا.

حديقة الأسماك ملتقى الأحبة ومتنفس من لا يتحمل تكاليف الجلوس على "كافيه على النيل" توقفت أعمال تطويرها المهمة بسبب خلاف حكومي بين وزارتي الزراعة والآثار، ووصل إلى التهديد بعمل محاضر، والنتيجة في النهاية، عشعش الإهمال بين جنبات الحديقة الخديوية التي أنشئت قبل 140 سنة.

تطوير الحديقة
القصة تبدأ بخطة تطوير أعلنت عنها وزارة الزراعة لحديقة الأسماك لانتشالها من الخراب فكان البدء بتوفير الأسماك وصيانة المفرخات والأحواض ووضع خطط لزيادة أعدادها، قبل أن تفكر الوزارة في تطوير بحيرة الأسماك الملونة التي تتوسط الحديقة وكانت دائما نقطة البهجة فيها، فتقدمت بطلب في شهر يونيو الماضي إلى وزارة الآثار لتحديث البحيرة بتغير السيراميك الموجود في أرضيتها وتزويدها بنظم إضاءة حديثة.

4 أشهر
الطلب الذي تقدمت به الزراعة لم يلق حماسا من الآثار، فظل الخطاب في الدواليب من شهر يونيو وحتى الآن لم يبت فيه إلى جانب تهديد دائم من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في وزارة الآثار بتحرير محاضر للعاملين في الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والأسماك بوزارة الزراعة حال تنفيذ أي أعمال تطوير أو تحديث في الحديقة.

غضب الوزير
المصادر أكدت أن توقف الطلب أغضب الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة الذي وده أكثر من مرة بتطوير حديقتي الأسماك بالزمالك والحيوان بالجيزة؛ كونهما من المزارات الخالدة في الوجدان المصري.

وأشار المصدر إلى أن توقف الطلب في وزارة الآثار يعرقل الخطة التي وضعتها الدولة لإعادة إحياء الحديقة التي تبلغ مساحتها 9 أفدنة، وتتميز بالطابع التاريخي، وتحويلها إلى أحد المزارات السياحية الدولية والمحلية من خلال 3 مراحل، خاصة أن حديقة الأسماك أنشأها الخديو إسماعيل عام 1867 لتحاكي حدائق باريس، ويجب استغلالها لتحقق عائدا ثقافيا وماديا للدولة.

المرحلة الأولى

وكشف تقرير للإدارة المركزية لحدائق الحيوان والأسماك أن المرحلة الأولى شملت إصلاح وترميم صوبتين ثنائية الغرض، وإصلاح المعمل الخاص بالحفظ لتجهيز المواد الكيميائية سواء مشتقة لتطوير الإنتاجية من ناحية الكمية والجودة، والرعاية الصحية والبيطرية لهذه الصوب ذات الإنتاج الكثيف الذي يحقق العائد من المشروع التنموي، وينقل حديقة الأسماك إلى مصاف الحدائق المميزة دوليا.

وأشار التقرير إلى وجود خطة لزيادة أعداد الأسماك في الحديقة وإضافة أنواع أخرى؛ حيث تضم 15 نوعا من الأسماك المميزة والأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى مختلف أنواع أسماك الزينة الملونة، والتي تضم «الكوي»، «فانتيل»، و«مالاوي بلو دولفين»، و«شينزهاي»، و«فان شارب»، «بلوانجل»، تايجر، «رودانيل كات فش، مولي بأنواعه وفلورهورن» بالإضافة إلى مجموعة من الأسماك المصرية المهددة بالانقراض للعمل على إكثارها مثل «شلباية»، و«هلوم»، و«الروعال»، وأنواع أخرى مثل «الاستروجيني»، وقشر البياض والبلطي النيلي والقراميط، ومجموعة من الأسماك الصينية مثل أنواع أسماك المبروك المختلفة، «العادي والفضي والحشائش»، وذلك بغرض العرض في الجبلاية، ولبيع الفائض من الإنتاج.

وقال التقرير: إنه سيتم الاستفادة من المفرخات السمكية في إنتاج مليوني «إصبعية» من الأسماك، بوزن 20 جراما، خلال عام، يتم التصرف في الفائض عن احتياجات حديقة الأسماك، بالبيع للمزارع السمكية، لتخفيف الأعباء عن ميزانية الدولة، والاستفادة منها في تنمية موارد الحديقة.
الجريدة الرسمية