رئيس التحرير
عصام كامل

السوريون في مقاهي «الحصري» الفرحة جاية جاية.. تقرير مصور

فيتو

حين علم عبادة، الشاب العشريني، ابن سوريا، الذي جاء إلى مصر منذ نحو ست سنوات برفقة أسرته، أن منتخب كرة القدم السوري سيواجه منافسه الأسترالي في مباراة بتصفيات كأس العالم 2018، هرع إلى المقهى المجاور لمنزله المجاور لمسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، حجز مكانه قبل بداية المباراة، بعد ظهر اليوم الخميس، مرتديًا القميص الأحمر الذي يتزين بعلم سوريا من الخلف، وكذلك فعل أبناء بلده ممن جمعتهم الأقدار في ذات الحي بمصر، كما جمعتهم سوريا من قبل.




لم يكن عبادة وحده من تحمس لمشاهدة المباراة ومؤازرة المنتخب السوري في مباراته، فرغم المآسي التي وصمت وجه أي سوري تقابله في طريقك، ما زال لهؤلاء الأشخاص أصحاب الأعمار المختلفة الشغف ذاته، وكأنهم في أحد مقاهي سوريا الحبيبة.



الأنظار تتحول من حين لآخر ما بين الكراسي المصطفة بجوار بعضها، وشاشة التلفاز العملاقة، انتهى الشوط الأول في الثالثة والنصف، بهدف للفريق المنافس، مقابل لا شيء للمنتخب السوري.



مازالت العيون تترقب بخوف، فقلوب العشرات ممن التفوا حول الشاشة تمزقت أوتارها من كثرة ما سمعوا عن قتل وحرق وهدم لبقايا وطن حاضر غائب، ليصبح الأمل الأخير في هدف يحرزه أحد اللاعبين؛ لتنشرح القلوب عن آخرها.



عبادة وأصدقاؤه مازالوا يترقبون، كلما احتدم اللعب ربتوا بشدة على العلم الملتصق بأيديهم، الخوف يرتسم في عيونهم، أصبحت النرجيلة "الشيشة" متنفسهم الوحيد، يمررون برفقتها وقت الشوط الثاني المتثاقل.



نزل كريم، الذي مكث بمصر منذ ثلاث سنوات، ووجد فيها مصدرًا للعيش من خلال العمل في شركة إعلانات، برفقة أصدقائه القدامى إلى المقهى، يتغنون بعبارات لا يفهمها إلا من أصغى السمع جيدًا، عبارات حماسية تلهب أجواء المقهى، كأنها تريد أن تشق زجاج التلفاز لتصل مدوية إلى مسامع اللاعبين.

وتستمر فرحة السوريين بهدف التعادل أمام المنتخب الأسترالي، حتى حلول الغروب، أناس تركتهم البهجة وخاصمت أرضهم، فأبوا أن يستسلموا لوعيدها، جاءوا إلى مصر، حاملين إياها في حقائبهم وفي "الصحبة" على المقهى.
الجريدة الرسمية