رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية 3 معارك ملحمية يستعد الجيش لتحويلها لأفلام سينمائية «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«6 أكتوبر 1973، يبدأ عمري.. لا تستغربوا كلامي، فأنا ولدت تحت الطوافات، والجسور العائمة التي علقها مهندسو الجيش المصري على كتف الضفة الشرقية وخرجت من أسنان المجنزرات السورية التي كانت تقرقش الصخور في مرتفعات الجولان، أعترف لكم أن ولادتي كانت صعبة».. هكذا يقول الشاعر نزار قباني عن ملحمة حرب 6 أكتوبر.


قبل 44 عاما.. بالتحديد يوم السادس من أكتوبر، كان الجيش المصري يستعد لعبور خط بارليف المنيع، وأن يكسر أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، أعطت القوات المسلحة المصرية بتعاون عربي درسًا ملحميًا للعالم أجمع عنوانه «كيف يكون هناك سلام».

توقف الغرب كثيرا أمام تلك الملحمة، وطرحوا تساؤلات كثيرة «كيف أعادوا الأمل في نفوس قادة وعساكر منيوا بهزيمة ساحقة أضاعت الأخضر واليابس؟ كيف نهضوا من الركام ليقتنصوا النصر العظيم ويخطفوا البسمة من على شفاه الإسرائيليين؟».

إجابة تلك التساؤلات ضمنتها قصص الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لتراب الوطن وعزة العرب، هؤلاء الذين قدموا بلا مقابل، وكان يكفي أن يروا علم بلادهم يُرفع على أراضيه دون أن تكون هناك غصة في الحلق لاَحقتهم في كل لحظة في أعقاب نكسة 67.

اليوم وبعد مرور 44 عاما، أعلن اللواء محسن عبد النبي، مدير إدارة الشئون المعنوية، أن القوات المسلحة تستعد لإنتاج 3 ثلاثة أفلام سينمائية عن بطولات الحرب والانتصار، ولقطات من حياة أبطال ضحوا بحياتهم من أجل تراب الوطن.

تتضمن تلك الأفلام الثلاثة مشاهد عن معركة الانتصار للجيش المصري على العدو الصهيوني في حرب أكتوبر المجيدة، ويأتي على رأسهم فيلم تدور أحداثه عن جبل الحلال وما شَهده من معارك طوال، وآخر عن البطل إبراهيم الرفاعي ودوره الكبير خلال المعركة، وآخر عن ملحمة ومعركة كبريت.

وراء كل معركة حكاية تُروي، وفيلما يصنع ودماء زكية أريقت فداءً لتراب الوطن.

معركة كبريت
شهد يوم 8 أكتوبر، ملحمة عظيمة سطرتها دماء الجنود، إذ صدرت أوامر لكتيبة 603 مشاة برمائي، أن تتموضع في منطقة «كبريت» التي تأتي خطوتها لكونها المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث الميداني، فضلًا أن العدو استخدمها مقرًا لمركز عملياته للإشراف على تأمين خط بارليف.

يروي العميد حمدي نجيب، الملقب بقائد رحلات الموت بمعركة كبريت، قائلا إن تلك النقطة كانت محصنة بألغام وتحيط بها دبابات العدو، إلا أن ذلك لم يمنعنا من تنفيذ الأوامر، وبالفعل عبرنا إلى المنطقة وتعاملنا مع نيران ودبابات العدو لمدة يومين، وكانت هناك خسائر كبيرة من الجانبين، لكن الجانب الإسرائيلي تكبد خسائر أكبر في الأفراد والمعدات، حتى هرب باقي جنوده من الموقع.

ويذكر قائد رحلات الموت، أن أكثر الغارات التي تصدت لها قواتنا في معركة كبريت عندما علم المقدم إبراهيم عبد التواب أن الإسرائيليين يحضرون لغارة على الموقع، وتحركت إلينا أكثر من 20 دبابة، فأصدر القائد إبراهيم أوامره بالضرب والهجوم، فأصيب الإسرائيليون بحالة من الذعر الشديد، وتم تدمير نحو 16 دبابة إسرائيلية مما اضطرهم إلى الهروب.

«الجيش قالك اتصرف».. تعد القوات المسلحة عنوانا للاعتماد على النفس، وفي ذلك يقول العميد حمدي نجيب، «إن أهم الأشياء التي لا يستطيع نسيانها أبدا أنه عندما توقف الدعم والإمداد، وكان هناك نقص كبير في المياه، متابعًا: ونحن نتحمل عدم الأكل لكن الشرب صعب ووراءنا قناة السويس ماؤها مالح، فقام أحد الجنود من حملة المؤهلات وكان خريج كلية علوم بتسخين المياه وتبخيرها واستخلاص المياه النقية ليشرب منها الموجودون في الموقع، وكانت أول سابقة لتحلية مياه البحر في مصر أثناء حرب أكتوبر».

بالتأكيد هناك العديد من القصص الملحمية التي تحتاج أن تُروى.

إبراهيم الرفاعي.. شهيدٌ أرعب إسرائيل
«هو الأسطورة الذي أشعل الضفة الشرقية لسيناء بنيرانه ونيران رفاقه، ولم يهدأ حتى تأكد أن سيناء تحررت، وكانت له الشهادة مع أذان صلاة الجمعة في 19 أكتوبر قبل وقف إطلاق النار».. تلك لحظات استشهاد القائد الأسطوري العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، يرويها رفيقه في المجموعة 39 قتال، اللواء محسن طه.

يذكره زملاؤه أنه أسد لم يصبه الحزن أو الإحباط بعد نكسة 67، وكان مثالا يحتذى به في الجندية، إذ حرص طوال فترة خدمته في الجيش المصري خصوصًا في أعقاب النكسة، على إتمام كل المهام التي كلف بها.

بطولات العميد أركان حرب، لم تترك مساحة لأحد أن يمر على حرب أكتوبر دون أن يذكرها، فيقول الكاتب الصحفي صاحب لقب الأستاذ محمد حسنين هيكل عن بطلنا: «دخلت قوات بحجم كتيبة تحت القيادة المباشرة للعقيد إبراهيم الرفاعي القائد الأسطوري للعمليات الخاصة للصاعقة حتى منطقة ممر متلا، كان عبور قوات بحجم كتيبة كاملة ووصولها إلى ممر متلا إشارة واضحة للقيادة الإسرائيلية بأن الجبهة المصرية أصبحت الآن قادرة على ما هو أكثر من معارك المدافع التي أصبحت حياة كل يوم أنها أخطر».

وصلت المجموعة 39 قتال إلى الجيش الإسرائيلي، إذ أذاقت العدو هزائم متتالية، ووصل الأمر إلى وصفهم من قبل الصحافة الإسرائيلية بـ«الشياطين المصريين».

كثيرة هي البطولات والمواقف التي سطرها الشهيد إبراهيم الرفاعي التي دفع ثمنًا لها دماءه.

جبل الحلال
يعد جبل الحلال أحد الشهود على تاريخ بطولات القوات المسلحة المصرية، الذي بفضل طبيعته الوعرة استندت إليه الجماعات الإرهابية ليكون مخبأ لها، ووكرًا لنشر إرهابهم في البلاد.

يقع جبل الحلال ضمن المنطقة "ج" منزوعة السلاح ضمن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وكان فيما سبق يقع جبل الحلال ضمن سلطة قبليتي الترابين والتياهة، وفي الفترة الأخيرة شهد جبل الحلال الكثير من المعارك الضروس بين القوات المسلحة والجماعات الإرهابية التي اتخذته وكرًا له، وفي النهاية تمكنت القوات المسلحة من السيطرة على كافة المدقات والطرق الوعرة لجبل الحلال لتسطر بدماء أبنائها نصرًا جديدًا.
الجريدة الرسمية