رئيس التحرير
عصام كامل

زدني بفرط الحب فيك تحيرا.. «كواليس رواية»

فيتو

ما أكثرها الآهات في زمن بات يقدس الآلام، وأناسٌ يعشقون كسر الخواطر، وامتلاك القلوب لسلب أرواح مالكيها وما يلبث أن يطرحها بعيدا ويتلذذ الهجران، رغم الوعود والانتظار!


قصة واحدة تتكرر على مدار الأيام، رغم اختلاف الشخوص، المكان والزمان، إلا أن القصة واحدة باختلاف تفاصيلها، بداية تختلف في أحداثها، لكن لا شك أنها تتوافق في عذب لحظاتها، وكلما طالت البدايات، قست النهايات يا صديقي لو تعلم!

كانت تشع نورا، تضيء كل شيء تقع عليه عيناها، عندما رأيتها رغم ما بدر عليها من علامات الحزن الخفي، لكن ملامحها الهادئة أبرزت ما خفى، أسميتها "ياسمينا" إذ رأيتها رقيقة جميلة كالياسمين، ووقعها على النفس يُستطاب، رُغم ذاك السواد الذي أثقل عينيها البنية اللامعة، وذاك الوهن الذي أصابها والقوة التي تتباهى بها رغم هوان المصاب.

لم تكن تعرفني، وكانت المجهولة لي، آنستني قليلا؛ فتمنيت لو تفضي إلى ببعض مما اكتنزته في قلبها الذي لحن لزمن موسيقى تدمع لها العيون، وإن أدمت القلوب!

كيف حاله الآن؟ تُراه بخير؟!
تساءلت الصغيرة، تلك التي لا أعرفها سوى أنها ياسمينا.

من هو عزيزتي؟! أهو والدك أم شقيقكِ؟!
ذرفت عيناها دموعا صامتة وما كان لبكائها صوتا، ونظرت إلى عاتبة "ليته كان، لكان بقى! أخبريني أرأيته مع إحداهن! لا بأس أخبريني ولن أبكي، فما عاد قلبي يملك ما يخسره لتبكيه عيناي!

بربك يا صغيرة من هو؟ ولم كل هذا الأسى في صوتك، فما مصابك بعلة، وإن كان، فلكل علة دواء!

خرجت الصغيرة عن هدوئها الذي آنسته وبنظرة حادة ألحقتها بكلماتها التي ما زلت أسمعها بين الحين والآخر تترد على مسامعي، يا أنتِ! لست بالصغيرة وهو ليس بالقريب فقد هجر منذ بعيد.

تيقنت حينها أن هدوءها لم يكن سوى جرح تخشى أن يقترب منه أحد فيزيده أنينا.

لا بأس، هدئي من روعك، وأخبريني عنه!

أجابتني بلهفة وعين لامعة، هو كل ما امتلكته وأظنني ملكت اللاشيء.

أخبرتها أنا ودموعي تعصاني لكيلا تفيض فتفضح ما خفي، نعم عزيزتي أدرك ما تشعرين"، فكان لدى الذي قبضت على جمرة الشوق بأصابع غير مرتعشة، ثم أوقدت من لهيبه فتيل قلبي، ذاك الذي أعلن القلب حينما لاقى وجهه أن السلام على حياتي وما بها، مادام قلبه لجوف قلبي ينتمي.

أيا صغيرة، لا تبتئسي، فلا البعد يعني غياب الوجوه، ولا الشوق يعرف قيد الزمان، ولا أنتِ سجينة حبه!

كانت تخفي حزنا لا تريد إعلانه، تمنعها رقتها من أن تضفي للكون أحزانا، تخفي دمعة محب؛ نارا في الحشايا، ليت لي ألف كف لأربت على قلوب المنكسرين في الخفايا، آلمتها البلايا، مات قلبها وصار قبرا غارقا بالضحايا، إلا أن قلبها ما زال ينبض بالأمل إما في اللقاء أو النسيان!
الجريدة الرسمية