رئيس التحرير
عصام كامل

سلاح حماس في غزة


المصالحة الفلسطينية تحت الاختبار الآن في الكثير من الأمور التفصيلية، ابتداء من مشكلة الموظفين التابعين لحماس وحتى مشكلة إدارة معبر رفح، غير أن أهم مشكلة تواجه المصالحة سوف تكون هي سلاح حماس وطريقة استخدامه بالطبع، وبوادر هذه المشكلة بدأت تلوح في الأفق، فقد قال أبومازن وهو يتحدث عن المصالحة الفلسطينية إنها يجب أن تتمخض عن دولة فلسطينية واحدة بسلاح واحد، ونظام واحد، وقانون واحد، لكن هنية قال فيما يشبه الرد عليه، هناك نوعان من السلاح، سلاح الحكومة والشرطة وأجهزة الأمن، وسلاح المقاومة، أي إن هنية يريد القول إن سلاح حماس هو سلاح للمقاومة يجب أن تحتفظ به مادام الاحتلال موجودا..


وهذا كلام يشبه تماما كلام حزب الله في لبنان حول سلاحه، والذي برر به احتفاظه به، رغم أنه ارتبط باتفاقات مع إسرائيل تعهد فيها بعدم استخدام هذا السلاح ضدها مستقبلا، إلا أن إسرائيل لم تكترث كثيرا عندما استخدم حزب الله اللبنانى سلاحه هذا في سوريا أو عندما هدد به الفرقاء السياسيين في لبنان، ولعها اعتبرت ذلك استنزافا لقوته..

وتمسك حماس بسلاحها على هذا النحو سوف يحتاج لجهد كبير لإتمام المصالحة، لأنه يخلق في حقيقة الأمر مناخا من عدم الثقة بينها وبين حركة فتح، وحالة من التوتر مع السلطة الفلسطينية، وقد يجعل حماس تتلكأ في تنفيذ التزامات المصالحة، ولذلك كان الله في عون رجال المخابرات المصرية الذين يعكفون منذ شهور على إنجاز تلك المصالحة، في ظل تربص عدد من الأطراف العربية والإقليمية وعدم رضاء إسرائيل، وعدم اكتراث أمريكى.
الجريدة الرسمية