رئيس التحرير
عصام كامل

«شتاينماير» يحذر من أسوار خيبة الأمل والغضب في يوم الوحدة الألمانية

فيتو

حذر الرئيس الألماني خلال الاحتفال بالذكرى السنوية لتوحيد شطري ألمانيا من بناء أسوار جديدة في المجتمع، داعيًا إلى التعامل الصادق مع مشكلة اللاجئين، وطالب بالتفريق بين اللجوء بسبب الملاحقة السياسية والهجرة هربًا من الفقر.

حذر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في يوم الوحدة الألمانية من بناء أسوار جديدة في المجتمع، داعيًا إلى التعامل الصادق مع مشكلة اللاجئين.

وقال شتاينماير، اليوم الثلاثاء، خلال الاحتفال بالذكرى السنوية السابعة والعشرين لتوحيد شطري ألمانيا في مدينة ماينتس، إن السور الكبير الذي قسم ألمانيا سقط، لكن نتائج الانتخابات التي جرت في 24 سبتمبر الماضي أظهرت أن "هناك أسوارًا أخرى أقل وضوحًا نشأت بدون أسلاك شائكة وممرات موت".

وبدون الإشارة بشكل مباشر إلى نجاح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في الانتخابات، أضاف شتاينماير أن "أسوار الاغتراب وخيبة الأمل والغضب" صارت راسخة عند البعض لدرجة لم يعد من الممكن اختراقها بالحجج، وقال: "خلف هذه الأسوار يوجد انعدام كبير في الثقة تجاه الديمقراطية وممثليها".

وانتقد شتاينماير أيضًا وجود أسوار بين الفقر والثراء والمدينة والريف والمتصلين بالإنترنت وغير المتصلين به، قائلًا: "الأسوار تحيط بغرف ارتداد الصدى في الإنترنت، ويصبح الصوت دائما أكثر ارتفاعًا وحدة".

وذكر شتاينماير أن الجدل حول اللجوء والهجرة أثار ضجة في ألمانيا، لكنه كان أيضًا نتاجًا وتصويرًا لعالم محتد، مضيفًا أن كثيرا من الناس يقولون: "لم أعد أفهم العالم"، مشيرًا إلى أن خلف هذه العبارة شوقًا للوطن وتوجهًا لا ينبغي تركه للقوميين، وقال: "الوطن يشير إلى المستقبل وليس إلى الماضي".

وأشار شتاينماير إلى الإمكانيات المحدودة لاستقبال اللاجئين، مطالبًا بالتفريق بين اللجوء لأسباب تتعلق بالملاحقة السياسية والهجرة بدافع الهروب من الفقر، مضيفًا أن الأمر يدور حول "التوفيق بين واقع العالم وإمكانيات بلدنا".

وبدأت اليوم الثلاثاء فعاليات الاحتفالات الرئيسية بالذكرى السنوية السابعة والعشرين لتوحيد شطري ألمانيا.

وانطلقت مراسم الاحتفال صباح اليوم بزيارة إلى متحف "غوتنبيرغ"، أحد أقدم متاحف المطبوعات في العالم، من قبل ممثلي أبرز خمس سلطات في الدولة، على رأسهم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير والمستشارة أنجيلا ميركل ورئيس البرلمان المنتهية ولايته نوربرت لامرت، ورئيس المحكمة الدستورية أندرياس فوسكوله، ورئيسة مجلس الولايات مالو دراير، التي تتولى أيضًا منصب رئيسة حكومة ولاية راينلاند-بفالتس المستضيفة لاحتفالات الوحدة هذا العام.

وتُقام الاحتفالات بيوم الوحدة الألمانية في عاصمة الولاية التي تتولى في ذلك التوقيت رئاسة مجلس الولايات (بوندسرات). وقالت دراير: "يوم الوحدة الألمانية هو أهم عيد لدينا من وجهة نظري... حقيقة أننا حققنا الوحدة تعطينا القوة في مواجهة التحديات".

وتنظم ولاية راينلاند-بفالتس هذا العام احتفالات الوحدة الألمانية تحت شعار "معًا نكون ألمانيا". وأُقيمت أمس الإثنين احتفالات شعبية بعيد الوحدة في ماينتس، وتم إقامة أكشاك ممثلة للولايات الألمانية الستة عشر. ومن المقرر أن تسلم رئيسة حكومة راينلاند-بفالتس، مالو درير، على نحو رمزي راية رئاسة مجلس الولايات الألماني في ماينتس لعمدة ولاية برلين ميشائيل مولر.

ويشارك في الحفل عدد من المغنيين، مثل المغني الألماني من أصل عراقي ليث الدين، والمغني الألماني ماكس غيسنغر، وفريق الروك "سيلي".

وفي نهاية الاحتفالات تُطلق ألعاب نارية على ضفاف نهر الراين. وتشدد السلطات الألمانية الإجراءات الأمنية للاحتفالات منذ أمس الإثنين. ويشارك في تأمين فعاليات اليوم 4300 شرطي.

من جانب آخر تفتح مئات المساجد في ألمانيا اليوم الثلاثاء أبوابها للزائرين، تحت شعار "حسن الجوار - مجتمع أفضل".

وقال المتحدث باسم مجلس تنسيق المنظمات الإسلامية في ألمانيا أيمن مزيك، بمناسبة فعاليات "يوم المساجد المفتوحة"، الذي يتم تنظيمه للمرة الحادية والعشرين على مستوى ألمانيا، إن الاحترام والاستعداد للمساعدة والتضامن أمور لها أهمية بالغة في التعايش السلمي في ظل "الأوقات المحتدمة على المستوى السياسي-المجتمعي".

ويعتزم نحو ألف مسجد المشاركة في فعاليات اليوم الثلاثاء، الذي يتزامن مع الاحتفالات بيوم الوحدة الألمانية. ومن المتوقع أن يشارك في الفعاليات 10 آلاف زائر.

وأكدت منظمة "مللي غوروش" الإسلامية التركية في ألمانيا في إشارة إلى بزوغ حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي أن الانتخابات البرلمانية أظهرت ضرورة أن تبذل الجمعيات الإسلامية المزيد من الجهود لإقناع المواطنين بمميزات المجتمع المتنوع.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية