الزائرة الصحية والأسئلة القاسية!
ربما كنا آخر جيل شاهد في السبعينيات والثمانينيات بالمدارس الابتدائية والإعدادية أشياء جميلة نعرف أنها اختفت ولكن لا نعرف كيف اختفت! ثم نتوقف لحظات لنجد أننا نعرف كيف اختفت لكننا لا نعرف متى اختفت! ثم نتوقف للحظات لنجد أننا نعرف متى اختفت لكننا لا نعرف لماذا اختفت! ومعنى لماذا اختفت هو لماذا سمح أولى الأمر بتغييبها وإلغائها؟ نتحدث عن الإخصائي الاجتماعي ونتذكر نماذج جيدة أدت دورها وفق ما طلب منها وكانوا أحد أركان العملية التعليمية مثلهم مثل معلم الأشغال الذي علمنا كيف نصنع بـــ "النول" الصغير قطعة من النسيج.
وكيف نصنع الحلوي وكيف نصنع الصابون وكنا نعود إلى بيوتنا ونصنع فعلا حتى لو كسرنا وأتينا بمطابخنا عاليها واطيها.. لكن علمونا حب التجريب والاعتماد على النفس والرغبة في الاستغناء عن التاجر، خاصة أنه احتكر أو استغل أو غش!
نتذكر الزائرة الصحية التي تذهب إلى البيوت تصادق سيدات المنازل وربات البيوت تثقفهم وتعلمهم كل ما يتعلق بتنظيم الأسرة وكانت تجربة ناجحة في التنظيم أدت لنتائج طيبة قبل أن تدس أمريكا أنفها في كل شيء تحت ستار المعونة ليختفي ككل ما سبق وتتوقف نجاحات تنظيم الأسرة ويقدم التعليم افشل صورة في تاريخ التعليم.. لنعود ونتذكر ونسأل.. متى وكيف ولماذا؟! ونسأل السؤال الأهم ولابد أن نسأله: متى وكيف سنعيد البناء وإصلاح كل ذلك من جديد؟!