الناصر صلاح الدين.. ودور الأكراد المريب!
الذي يحدث في عالمنا العربى أعتقد أنه مرحلة مخاض صعبة على أمتنا، لأننا في أضعف حالة وصلنا إليها، على الأقل في السبعين عاما الأخيرة، انهزمنا في يونيو 67، ومع هذا كان الشارع العربى لا يزال لديه أمل في قهر الهزيمة، واستعادة الكرامة التي سقطت في حرب يونيو السوداء، أما الآن ومنذ عشرات السنين فنحذر من تفتيت وتمزيق العالم العربى، ولكن كأننا "نصرخ في مالطة" برغم أننا لو كنا فعلا ننادى أو نصرخ في مالطة لاستمع أهلها واستجابوا!
في أكتوبر 2010 (قبل 25 من يناير 2011) كتبت مقالا بعنوان "40 عضوا بالجامعة العربية" كان من الطبيعي أن يرفض من الصحف الحكومية لأننى من المغضوب عليهم، ولكن المفاجأة أن إحدى الصحف المستقلة رفضت نشره، وعلمت أن عدم نشره فيها لأننى انتقدت دور محمد البرادعى، وأشرت إلى أن دوره مريب، وأننى لا يمكن أن أثق في مرشح الولايات المتحدة في هيئة الطاقة النووية في مواجهة المرشح المصرى السفير محمد شاكر!
وللعلم ما حذرت منه ليس أمرا عبقريا فذا، ولكنه أمر سبق التحذير منه كثيرا من الأقلام المدركة لما يخطط لنا في الخفاء، وهنا أسأل أنه لو نظرنا إلى تاريخنا وتساءلنا متى اجتمعت الأمة العربية على قلب واحد أو كلمة واحدة!؟
في تقديرى حدث هذا الأمر مرتين فقط، الأولى في مؤتمر القمة في الخرطوم بعد نكسة يونيو 67، وحينها تقرر مساندة دول المواجهة ودعمها، ولم يتوقع الغرب أن العرب أو مصر بالتحديد بعد الضربة الموجعة في حرب 67 ستقوم لها قائمة، ولكن في السادس من أكتوبر 73 وعندما اجتمع العرب وعبر الجيش المصرى أصعب مانع مائى باعتراف كل المؤسسات العسكرية في العالم، وتم قطع البترول عن الغرب، تم وضع خطة الخمسين عاما لتفتيت العالم، وها هى تسير كما خطط لها الأعداء الذين نعتبرهم أعز الأصدقاء!
ما يحدث في كردستان من صديق الكيان الصهيونى البرزانى من إجراء استفتاء لإعلان دولة للأكراد مستقلة، يقام هذا الاستفتاء ويشرف عليه الصهاينة ويظهر الصهيونى برنار ليفى مهندس تقسيم العراق وليبيا وسوريا ولا أحد يلتفت إلى هذا الأمر، وتناسى الجميع دور الكيان الصهيونى في دعم انفصال جنوب السودان، لدرجة أن سيلفا كير رئيس الجنوب السودانى قد أعلن قبل الانفصال رسميا أن الكيان الصهيوني أحد أقرب الدول إليهم، وستكون أول سفارة في بلاده لإسرائيل (الكيان الصهيونى)، ومثلما حدث في جنوب السودان يحدث في كردستان، وتم التوقيع للتعاون المشترك ورفع العلم الصهيونى في كردستان!
معروف أن المشكلة الكردية، ليست حديثة ولكن لها جذورا تاريخية طويلة، ولكن سأذكر حادثتين كنت طرفا فيهما، كل من يعرف أفكارى، مؤمن أشد الإيمان بالوحدة وليس التمزق، مع إلغاء الحدود وليس زرع الألغام بين الأشقاء، ولنا في الوحدة الأوروبية المثل والنموذج، فلا لغة تجمعهم، ولا عقيدة، ولا جنس، باختصار لا يوجد أي معطيات للوحدة، ومع هذا وبعد الحرب العالمية الثانية، كان الاختيار ما بين الوحدة والحرب، وكان منطقى اختيار الوحدة وتقدمت أوروبا، عندما كنت مسئولا عن مركز رامتان طه حسين الثقافى، قدمت ندوة بعنوان "الناصر صلاح الدين.. وحتمية عودة القدس" وطبيعى الهدف الربط بين بطولة الناصر صلاح الدين ودوره في توحيد المسلمين واسترداده للقدس، وأهمية الوحدة الآن لاستعادة فلسطين.
تحدث د.إسحاق عبيد، ود.قاسم عبده قاسم، ود.حامد زيان، وقبل نهاية الندوة طلب ثلاثة عراقيين الكلمة، وإذا بهم من حزب كردى عراقى ويعيشون في مصر، والثلاثة عتبوا على أساتذة التاريخ وعلى منظم الندوة أننا لم نشر إلى أن الناصر صلاح الدين كردى، وأعلنوا غضبهم الشديد، تحدث أساتذة التاريخ أنهم أشاروا له كبطل يحتذى به من الجميع، بصرف النظر عن كردى أو غير كردى، وعندما قلت: لا يهمنى أن يكون كرديا ولا فارسيا، المهم أنه قاد الأمة الإسلامية لتحرير بيت المقدس! غضبوا جدا قائلين: لسنا عربا ومتمسكون بهويتنا الكردية ولن نتراجع!
دار حوار طويل بينى وبينهم بعد الندوة، وجدت أنهم أكراد فقط ولا يهمهم غير ذلك، وسيتعاونون مع أي جهة تساعدهم على إقامة دولة لهم! وللذى لا يعرف الأكراد مسلمون سنة، وللأسف من أهداف الإسلام بل كل الأديان السماوية محاربة العنصرية في كل أشكالها، اللون، الجنس، العقيدة، ولكن ما نزل من السماء شيء، وما ينفذه البشر شيء آخر!
بعد ندوة الناصر صلاح الدين بأسبوع، أقمنا ندوة "أين نحن من انتصار أكتوبر" وتحدث فيها اللواء عبدالمنعم خليل أحد أبطال حرب الاستنزاف والسادس من أكتوبر، والكاتب اليسارى الراحل محمد سيد أحمد، وفى نهاية الندوة فوجئت بنفس الأفراد الأكراد يتحدثون عن قضية صلاح الدين الكردى، وحق الأكراد في دولة مستقلة، وبالرغم من أن الأستاذ محمد سيد أحمد يسارى إلا أننى فوجئت بأنه لا يمانع من دولة للأكراد بالتنسيق مع الجيران!
وكان طبيعيا أن أختلف وأرفض تمزيق الأمة العربية الإسلامية، فالأكراد في ثلاث دول سوريا العراق وتركيا والثلاث يجمعها الدين على الأقل، وللأسف الأكراد الأهم هو إقامة دولة، من يساعدهم أهلا به، وكان الكيان الصهيونى أول من وقف ودعم هذا من 40 سنة على الأقل، ومثلما يخطط الأعداء الكيان الصهيوني يتغلغل أفريقيا، وهاهو يتغلغل بيننا ليساعد على تمزيق العراق، وسوريا، ولم يعد سوى مصر التي ندعو الله ألا يصيبها سوء!
وفى حوار خاص مع المفكر الكبير مراد وهبة قال: انتظروا صراعا في كردستان بين السنة والعلمانيين.. ولن يكون أقل من صراع الفكر الإرهابى في مصر!
أين أنت يا موحد الأمة الإسلامية.. أين أنت يا صلاح الدين من أهلك ممن يمزقون الأمة.. وأيديهم مع أعدائها؟!
معروف أن المشكلة الكردية، ليست حديثة ولكن لها جذورا تاريخية طويلة، ولكن سأذكر حادثتين كنت طرفا فيهما، كل من يعرف أفكارى، مؤمن أشد الإيمان بالوحدة وليس التمزق، مع إلغاء الحدود وليس زرع الألغام بين الأشقاء، ولنا في الوحدة الأوروبية المثل والنموذج، فلا لغة تجمعهم، ولا عقيدة، ولا جنس، باختصار لا يوجد أي معطيات للوحدة، ومع هذا وبعد الحرب العالمية الثانية، كان الاختيار ما بين الوحدة والحرب، وكان منطقى اختيار الوحدة وتقدمت أوروبا، عندما كنت مسئولا عن مركز رامتان طه حسين الثقافى، قدمت ندوة بعنوان "الناصر صلاح الدين.. وحتمية عودة القدس" وطبيعى الهدف الربط بين بطولة الناصر صلاح الدين ودوره في توحيد المسلمين واسترداده للقدس، وأهمية الوحدة الآن لاستعادة فلسطين.
تحدث د.إسحاق عبيد، ود.قاسم عبده قاسم، ود.حامد زيان، وقبل نهاية الندوة طلب ثلاثة عراقيين الكلمة، وإذا بهم من حزب كردى عراقى ويعيشون في مصر، والثلاثة عتبوا على أساتذة التاريخ وعلى منظم الندوة أننا لم نشر إلى أن الناصر صلاح الدين كردى، وأعلنوا غضبهم الشديد، تحدث أساتذة التاريخ أنهم أشاروا له كبطل يحتذى به من الجميع، بصرف النظر عن كردى أو غير كردى، وعندما قلت: لا يهمنى أن يكون كرديا ولا فارسيا، المهم أنه قاد الأمة الإسلامية لتحرير بيت المقدس! غضبوا جدا قائلين: لسنا عربا ومتمسكون بهويتنا الكردية ولن نتراجع!
دار حوار طويل بينى وبينهم بعد الندوة، وجدت أنهم أكراد فقط ولا يهمهم غير ذلك، وسيتعاونون مع أي جهة تساعدهم على إقامة دولة لهم! وللذى لا يعرف الأكراد مسلمون سنة، وللأسف من أهداف الإسلام بل كل الأديان السماوية محاربة العنصرية في كل أشكالها، اللون، الجنس، العقيدة، ولكن ما نزل من السماء شيء، وما ينفذه البشر شيء آخر!
بعد ندوة الناصر صلاح الدين بأسبوع، أقمنا ندوة "أين نحن من انتصار أكتوبر" وتحدث فيها اللواء عبدالمنعم خليل أحد أبطال حرب الاستنزاف والسادس من أكتوبر، والكاتب اليسارى الراحل محمد سيد أحمد، وفى نهاية الندوة فوجئت بنفس الأفراد الأكراد يتحدثون عن قضية صلاح الدين الكردى، وحق الأكراد في دولة مستقلة، وبالرغم من أن الأستاذ محمد سيد أحمد يسارى إلا أننى فوجئت بأنه لا يمانع من دولة للأكراد بالتنسيق مع الجيران!
وكان طبيعيا أن أختلف وأرفض تمزيق الأمة العربية الإسلامية، فالأكراد في ثلاث دول سوريا العراق وتركيا والثلاث يجمعها الدين على الأقل، وللأسف الأكراد الأهم هو إقامة دولة، من يساعدهم أهلا به، وكان الكيان الصهيونى أول من وقف ودعم هذا من 40 سنة على الأقل، ومثلما يخطط الأعداء الكيان الصهيوني يتغلغل أفريقيا، وهاهو يتغلغل بيننا ليساعد على تمزيق العراق، وسوريا، ولم يعد سوى مصر التي ندعو الله ألا يصيبها سوء!
وفى حوار خاص مع المفكر الكبير مراد وهبة قال: انتظروا صراعا في كردستان بين السنة والعلمانيين.. ولن يكون أقل من صراع الفكر الإرهابى في مصر!
أين أنت يا موحد الأمة الإسلامية.. أين أنت يا صلاح الدين من أهلك ممن يمزقون الأمة.. وأيديهم مع أعدائها؟!