رئيس التحرير
عصام كامل

هذا التناقض.. ومجالس الإعلام الغائبة؟!


رغم أن التعليم والصحة وتنظيم الزيادة السكانية قضايا ذات أولوية قصوى فإنها تأتي للأسف في ذيل اهتمامات الإعلام والمجتمع المدني والأحزاب والبرلمان والحكومة.. فلا عُقدت بشأنها منتديات ولا دارت على شاشات الميديا حوارات ونقاشات معمقة حولها بين الخبراء للبحث في جذور المشكلات واستخلاص الحلول، ووضع مصر على الطريق الصحيح، ولا توفر لها التمويل اللازم الذي نص عليه الدستور.


علينا الاعتراف بأن ثمة تناقضًا حادًا بين الأهمية الحقيقية والخطورة العالية لتلك القضايا وبين درجة اهتمام الدولة والمجتمع بها.. إذ كيف تطفو على السطح مثلًا قضايا مقززة وشاذة مثل حفل المثليين الذي جرى أخيرًا في القاهرة على مرأى ومسمع من الجميع، وهو فوق أنه يمثل خروجًا سافرًا وقبيحًا على تعاليم الأديان كافة فإنه فهم خاطئ ومغلوط لقيم الحرية وضوابط الأخلاق وانتهاك للفطرة السليمة وتغييب واضح للعقل.. وفي المقابل تنزوي قضايا التعليم ومشكلاته والصحة ومتاعبها والسكان وانفجار معدل التناسل بلا زيادة مقابلة في الموارد والإمكانيات..أين ضمير المجتمع من تصدير التفاهات والسقطات للرأي العام وإلهائه بسفاسف الأمور، وإشغاله عن قضايا المستقبل وأسئلة اللحظة الحاضرة.

وأندهش من الصمت المريب لمجالس الإعلام والصحافة إزاء ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام.. وإذا كان بعضنا ينادي ونحن معه بثورة إدارية تطهر أجهزة الدولة من معوقي النجاح وأعداء التطوير.. أليس الصحة والتعليم أولى بمثل هذه الروح الثورية لتخليصها من العلل والاختلالات العميقة التي جعلت أهم ما تملكه مصر وهما العقل والبنيان في خطر محقق؟!
الجريدة الرسمية